جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 23 مارس 2020

(16)تربيةُ الأَولَادِ


حكم ضرب الأولاد للتأديب


استفدت من والدي الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله:


ضرب الأولاد للحاجة لا بأس به وإن كانوا دون العاشرة،سواء أولاده أو الأولاد الصغار من طلابه.


واستدل بحديث غَطِّ جبريلِ عليه الصلاة والسلام النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أول ما نزل عليه بالوحي.

قلت:ونص الحديث فيما يلي:


عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ:«مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قَالَ:فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ:مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}[العلق: 2]فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ:«لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ..رواه البخاري(3)،ومسلم (160).


قال ابن الجوزي في «كشف المشكل من حديث الصحيحين»(4/272):معنى الغط فِي هَذَا الحَدِيث الخنق، وَمن فُعِل بِهِ هَذَا لأجل شَيْء يقدر عَلَيْهِ أَتَى بِهِ، فَلَمَّا لم يَأْتِ بالمطلوب مِنْهُ دلّ على أَنه لَا يقدر عَلَيْهِ وَلَيْسَ مِنْهُ.اهـ


والمراد من ضرب الأولاد منفعتهم
 وتربيتهم:


فمن كان صغيرا دون التمييز فهذا لا يُضرب لأنه لا فائدة في ضربه.


ومن هنا يُعلَم خطأ معاملة بعض الأمهات لولدها بالضرب والتهديد وهو دون سن التمييز.


ومن كان قد تجاوز سن التمييز فالضرب يكون بقدر الحاجة، من غير مبالغة،ولا زيادة على عشر ضربات.


ولنعلم أن الأصل هو الرفق لا القسوة  والعُنف والشدة،وقد  قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ» رواه مسلم (2592) عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

 ويقول النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لعائشة:«يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي، فَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ» رواه الإمام أحمد (41/255) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

والهداية بيد الله،والتسخير بيد الله:

فبعض الأولاد يترك بمجرد النهي والزجر.


وبعضهم يهاب ويتأدب بمجرد تعليق العصا في البيت،كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في «المعجم الكبير»(10/284) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ»،والحديث ذكره الشيخ الألباني في«الصحيحة»( 1447). 


وبعضهم يكون حاله شديدًا مما يُحتاج إلى التعامل معه بالقوة فيما هو الأصلح والأنفع له،ونسأل الله الهداية والعافية.