جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 25 يوليو 2019

(5)أسئلة في الحج والعمرة


تقول:تريد العمرة ثم الحج وقد تمر بالميقات وهي حائض فكيف تعمل؟

ج:تغتسل إذا مرت بالميقات ثم تحرم كما يفعل غيرها.

لحديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:خَرَجْنَا مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ:«اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي»رواه مسلم (1218).

ولا  تعتمر حتى تطهر لأن الطواف لا يصح من الحائض.

وإذا كانت المرأة متمتعة وخشيت أن يفوتها الوقوف بعرفة فتحوِّل نسكها إلى نسُك قران.كما فعلت عائشة رضي الله عنها فقد كان نسكها تمتع تقول رضي الله عنها:وكنت ممن أهلَّ بعمرة.

واستمر بها الحيض ولم تطهر إلا يوم عرفة فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تدخل الحج على العمرة فتصير قارنة.

روى مسلم (1211)عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا حَاضَتْ بِسَرِفَ فَتَطَهَّرَتْ بِعَرَفَةَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«يُجْزِئُ عَنْكِ طَوَافُكِ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، عَنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ».

وفي رواية لمسلم (1213) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ..الحديث وفيه: ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ:«مَا شَأْنُكِ؟» قَالَتْ: شَأْنِي أَنِّي قَدْ حِضْتُ، وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ، وَلَمْ أَحْلِلْ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ إِلَى الْحَجِّ الْآنَ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ» فَفَعَلَتْ وَوَقَفَتِ الْمَوَاقِفَ، حَتَّى إِذَا طَهَرَتْ طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا».

قال ابن القيم في«زاد المعاد»(2/139)عقب حديث جابر: هَذَا يَدُلُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أُمُورٍ.

 أَحَدُهَا: أَنَّهَا كَانَتْ قَارِنَةً.

 وَالثَّانِي: أَنَّ الْقَارِنَ يَكْفِيهِ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ وَاحِدٌ.

 وَالثَّالِثُ:أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا قَضَاءُ تِلْكَ الْعُمْرَةِ الَّتِي حَاضَتْ فِيهَا، ثُمَّ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْحَجَّ، وَأَنَّهَا لَمْ تَرْفُضْ إِحْرَامَ الْعُمْرَةِ بِحَيْضِهَا، وَإِنَّمَا رَفَضَتْ أَعْمَالَهَا وَالِاقْتِصَارَ عَلَيْهَا..الخ. 


في حجتي حجة الإسلام(عام1414)كانت امرأة معنا متمتعة وأحرمت بالعمرة لما مرت بالميقات وهي حائض وطهرت اليوم الثامن وكان فيه زحمة شديدة، يقف الناس وقوفًا طويلا وهم في المسعى،فأمرها بعض الذين هم ليسوا متمكنين في العلم أن تجعل عمرتها حج إفراد.


ونلاحظ أن حالتها ينطبق عليها ما وقع لأم المؤمنين عائشة،فكان المشروع أن تُرشَد إلى أن تدخل الحج على العمرة،كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عائشة إلى ذلك.


 فما أحسن العلم.

ما أحسن الفقه في الدين.

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.



وقد وجدت سؤالًا في «فتاوى الشيخ ابن عثيمين»(22/39)بما حاصله:أن بعض الناس غيروا العمرة إلى إفراد.


فأجاب رحمه ربي وغفر له: الذي يظهر لي من سؤال هذا الأخ أنهم كانوا أحرموا بالعمرة متمتعين، وخافوا أن لا يتمكنوا من أداء العمرة قبل الحج، فأحرموا بالحج، فهذا إن كان تغيير النية قبل الإحرام فلا حرج في ذلك، وإن كان بعد الإحرام فإن حجهم كان قرانًا، ولم يكن إفرادًا، ومعنى أنه كان قرانًا أنه لما أدخلوا الحج على العمرة صاروا قارنين، فإن القران له صورتان:

الأولى: أن يحرم بالحج والعمرة جميعًا من أول عقد الإحرام.

الثانية: أن يحرم بالعمرة أولًا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها.

وعلى هذا ما دمتم أحرمتم بالعمرة أولًا ثم بدا لكم أن تجعلوها حجاً فإنكم تكونون قارنين..
  

هذا،وإذا خافت المرأة أنها لا تتمكن أبدًا من إتمام نسكها لوجود الحيض  فلا بأس أن تشترط وتقول:اللهم محلي حيث حبستني.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «لقاء الباب المفتوح» في الجواب عن سؤال:الاشتراط في الحج، هل هناك حالات معينة يَشْتَرِط فيها الحاج ويقول: إن حَبَسَنِي حابسٌ فمحلي حيث حَبَسْتَنِي؟

جواب الشيخ:

 الاشتراط في الحج أن يقول عند عقد الإحرام: إن حَبَسَنِي حابسٌ فمحلي حيث حَبَسْتَنِي.

وهذا الاشتراط لا يُسَنُّ إلا إذا كان هناك خوف مِن مرض أو امرأة تخاف من الحيض، أو إنسان متأخر يخشى أن يفوته الحج، ففي هذه الحالة ينبغي أن يشترط، وإذا اشترط وحصل ما يمنع من إتمام النسك، فإنه يتحلل وينصرف ولا شيء عليه.

أما إذا كان الإنسان غير خائف فالسنة أن لا يشترط، بل يعزم، ويتوكل على الله، ويحسن الظن بالله عزَّ وجلَّ.



[معنى:واستثفري.الاستثفار هُوَ أَنْ تَشُدَّ فِي وَسَطِهَا شَيْئًا وَتَأْخُذَ خِرْقَةً عَرِيضَةً تَجْعَلُهَا عَلَى مَحَلِّ الدَّمِ وَتَشُدَّ طَرَفَيْهَا مِنْ قُدَّامِهَا وَمِنْ وَرَائِهَا فِي ذَلِكَ الْمَشْدُودِ فِي وَسَطِهَا.شرح صحيح مسلم8/170 للنووي.ويدخل فيه الفوط الصحية الخاصة بالحيض في هذه الأزمنة].