جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 14 أكتوبر 2018

(17)الحديثُ وعلومُه


                              
                             الدرس الثالث

                                الضعيف

قال البيقوني رحمه الله




وكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الْحُسْنِ قَصُرْ .. فَهْوَ الضَّعِيفُ وَهْوَ أَقْسَامًا كُثُرْ

__________________



هذا هو القسم الثالث مِنْ أقسام علم الحديث.

وقد عرَّف الناظم رحمه الله الحديث الضعيف بأنه:هو الذي نزل عن الحديث الحَسَن.


(وَهْوَ أَقْسَامًا كُثُرْ)أي:أقسام الضعيف كثيرة.

كالمنقطع والمعضل والمرسل.

وسيأتي بعضها عند الناظم رحمه الله.


والضعيف لا يجوز التحديث به إلا على سبيل التحذير منه وبيان حاله،وسواء كان في فضائل الأعمال أو في الأحكام أو غير ذلك.


 فليحذرْ كلُّ مسلم ومسلمة من نشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة،أو نشر أشياء لا يُعْلَمُ صحتُها.

وقد عَمَّ نشرُ الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا أصل لها في أوساط كثيرٍ من المسلمين رجالًا ونساءً ،صغارًا وكبارًا،من غير تحرٍّ ولا تثبُّت،وهذا حرام وخطير جدًّا،يُخشى على صاحبه أن يدخل في هذا الوعيد الآتي.

قال ابن حبان رحمه الله في «صحيحه»(1/220):فَصْلٌ ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمَنْ نَسَبَ الشَّيْءَ إِلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِصِحَّتِهِ  ثم أخرج حديث أبي هريرة رضي الله عنه،وهو عند البخاري (110)،ومسلم في مقدمة صحيحه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».

وقد تكلم على  المسألة العلامة الألباني رحمه الله في مقدمة «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (1/51)،وقال في آخر كلامه:
فتبين مما أوردنا أنه لا يجوز نشر الأحاديث وروايتها  دون التثبت من صحتها، وأن من فعل ذلك فهو حسبه من الكذب على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقد قال صلى الله عليه وسلم :"إن كذبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ، فمَن كَذَبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار".رواه مسلم  وغيره.اهـ.


وقد زيَّن لهم  الشيطان  أعمالهم  فتوهَّمُوا أنه من التعاون والدعوة إلى الخير والبِرِّ،وهذا من أعظم  المصائب  أن يكون سعيه منكرًا وهو يظنه حسنًا .قال تعالى:{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.