جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 14 أكتوبر 2018

(23) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


          
                التخويف مِنْ تفويت صلاة العصر



عَنْ نافع عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»رواه البخاري(552)،ومسلم(626).




---------------------


فقد أخرج عبدالرزاق هذا الحديث بنحوه،وزاد«قُلْتُ لِنَافِعٍ:حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ؟ قَالَ: نَعَمْ»،وسنده صحيح.



قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري(تحت رقم 552)بعد أن ذكر هذه الرواية:

وَتَفْسِيرُ الرَّاوِي إِذَا كَانَ فَقِيهًا أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِ.اهـ



«كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»أي:كأنما أُصيب بأهله وماله فبقي وترًا منفردًا لا أهلَ له ولا مالَ.



من فوائد هذا الحديث:



·     قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري(تحت رقم 552):ظَاهِرُ الْحَدِيثِ التَّغْلِيظُ عَلَى مَنْ تَفُوتُهُ الْعَصْرُ وَأَن ذَلِك مُخْتَصّ بهَا.اهـ



·     قال ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد(14/161):فِيهِ تَحْقِيرٌ لِلدُّنْيَا وَإِنَّ قَلِيلَ عَمَلِ الْبِرِّ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الدُّنْيَا.

فَالْعَاقِلُ الْعَالِمُ بِمِقْدَارِ هَذَا الْخِطَابِ يَحْزَنُ عَلَى فَوَاتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَوْقَ حُزْنِهِ عَلَى ذِهَابِ أَهْلِهِ وَمَالِهِ،وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ.اهـ المراد



فحافظ أيَّها المسلم على صلاتِك فإنها سعادةُ حياتِك الأولى والأُخرى،وسلِ الله أن يجعلها قرةً لعينك وراحة لقلبك لا تملَّ منها ولا تتعب.

وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ".

وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد:«أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلَالُ».