جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 14 يونيو 2018

(6)من أحكام العيدَين


     
القراءة في صلاة العيد

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»رواه مسلم (878).

عن أَبي وَاقِدٍ اللَّيْثِيّ: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأُ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ بِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.رواه مسلم (891).

قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد»(1/428):صَحَّ عَنْهُ هَذَا وَهَذَا، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ غَيْرُ ذَلِكَ.اهـ

السنة عدم الصلاة قبل صلاة العيد ولا بعدها

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل صلاة العيد ولا بعدها.

أما ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم   لا يصلي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين.
فهذا الحديث رواه ابن ماجه(1193).

واستفدت من والدي رحمه الله الآتي:
هذا الحديث حديث ضعيف، لأنه من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل وحديثه ينزل عن الحُسْن.اهـ

أما على ثبوت الحديث فهو محمولٌ على نفي الصلاة قبل الرجوع إلى المنزل،فإذا رجع صلى ركعتين.

الرجوع من طريق غير طريق الذهاب

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»رواه البخاري(986).

قال ابن القيم في« زاد المعاد» (1/432): وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِفُ الطَّرِيقَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَيَذْهَبُ فِي طَرِيقٍ، وَيَرْجِعُ فِي آخَرَ، فَقِيلَ: لِيُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الطَّرِيقَيْنِ، وَقِيلَ: لِيَنَالَ بَرَكَتَهُ الْفَرِيقَانِ، وَقِيلَ: لِيَقْضِيَ حَاجَةَ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: لِيُظْهِرَ شَعَائِرَ الْإِسْلَامِ فِي سَائِرِ الْفِجَاجِ وَالطُّرُقِ، وَقِيلَ: لِيَغِيظَ الْمُنَافِقِينَ بِرُؤْيَتِهِمْ عِزَّةَ الْإِسْلَامِ وَأَهْلَهُ وَقِيَامَ شَعَائِرِهِ، وَقِيلَ: لِتَكْثُرَ شَهَادَةُ الْبِقَاعِ، فَإِنَّ الذَّاهِبَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَالْمُصَلَّى إِحْدَى خُطْوَتَيْهِ تَرْفَعُ دَرَجَةً، وَالْأُخْرَى تَحُطُّ خَطِيئَةً حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ.

 وَقِيلَ: وَهُوَ الْأَصَحُّ:إِنَّهُ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَلِغَيْرِهِ مِنَ الْحِكَمِ الَّتِي لَا يَخْلُو فِعْلُهُ عَنْهَا.اهـ

ومن الأقوال التي ذكرها الإمامُ النووي رحمه الله في «روضة الطالبين»(2/77):وَقِيلَ: يَقْصِدُ أَطْوَلَ الطَّرِيقَيْنِ فِي الذَّهَابِ،وَأَقْصَرَهُمَا فِي الرُّجُوعِ،وَهَذَا أَظْهَرُهَا.

ثم قال:وَإِذَا لَمْ يُعْلَمِ السَّبَبَ،اسْتُحِبَّ التَّأَسِّي قَطْعًا.وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ