جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 9 يناير 2017

(21) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)




تابع /اختصار درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/29)

*حجة أبي بكرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

 كانت في أواخر السنة التاسعة، فقد بعثه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أميرًا على الحج، ولم يَحُجَّ صلى الله عليه وسلم ذلك العام. وقد ذكروا سببَين لذلك، أحدهما: انشغاله باستقبالِ الوفود، الثاني: من أجل تطهير البيت من المشركين  وضلالاتهم .

*ألحق صلى الله عليه وسلم على إثر أبي بكرٍ  عليًّا رضي الله عنهما بصدر سورة براءة وأن «لَا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» ،وبنبذِ عهود المشركين التي كان تَمَّ تنفيذُها إلا من كان له عهد إلى أجلٍ مسمى.

*وقد تواترتِ الوفودُ في العام التاسع حتى سُمِّيَ  عامَ الوفود. وبعثَ صلى الله عليه وسلم معاذًا إلَى اليمنِ ومعه أبو موسى رضي الله عنهما، وبعثَ الرُّسُلَ إلى ملوكِ الأقطارِ يدعوهم إلى الإسلام.

- ونستفيد من كثرة الوفود أن العاقبة للمتقين وأن النصر هو لدين الله وشرعه، فبعد متاعب ومشاق غلب الحق وظهر، وذهب الباطل وأُهدِر بإذن الله.

*من الأشياء التي كانت في السنة التاسعة:

-غزوة تبوك.

-استِشهاد عروة بن مسعود الثقفي، قال الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»: «وفيها -أي في التاسعة-: قُتِل عروة بن مسعود الثقفي، وكان سيدًا شريفًا من عقلاء العرب ودهاتهم، دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه». وقد كانت له اليد البيضاء في عقد صلح الحديبية السنة السادسة، وهو أقربُ الناس شبهًا بعيسى عليه الصلاة والسلام. كما في «صحيح مسلم» (172)

-قدوم وفد ثقيف وإسلامهم.

-حجَّةُ أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

-منع المشرك من الحج ومنع العريان من الطواف بالبيت.

-تواتر الوفود.

-وفي التاسعة أيضًا: توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم زوجة عثمان رضي الله عنهما.

-وفيها وفاة النجاشي وقد نعاه صلى الله عليه وسلم لمَّا توفِي.

-وفيها وفاة عبد الله بن أبي بن سلول رئيس المنافقين، فقد مرض في ذي القعدة ثم توفي بشَرِّ مِيتة على نفاقِه .

*ونستفيد من مجموع سيرته صلى الله عليه وسلم في معاملة الوفود فوائد منها:

-استقبال الوفود بالترحيب، وهذا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم الشريفة.

-اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليم الوافدين العقيدة وأحكام الإسلام، وهذا فيه تربية للداعي لله أن يكون همُّه عند اللقاءات أن يتفقه الناس في أمور دينهم.

-كان يحضُرُ عند مجيء الوفود ثابتُ بن قيس بن الشَّمَّاس رضي الله عنه خطيبُ رسول الله ، فيُجيب المعاندين للحق.

-كان صلى الله عليه وسلم يحسِن إلى الوفود ويرفق بهم ويكرمهم -والإكرام مؤثِّرٌ وله آثارٌ عميقة في النفوس- وكان يعطيهم ما يعينهم عند سفرهم،كما في الحديث المتفق عليه:«وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ».

-التجمل لاستقبال الوفود.