جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 9 يناير 2017

(65) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


         من علامات الساعة الكبرى خروج المهدي

من عقيدتنا أهل السنة خروج المهدي في آخر الزمان.

روى أبوداود (4282)من طريق عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ،حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ  أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ،يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا» ،والحديث حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود.

ودلَّ هذا الحديث أن اسم المهدي محمد بن عبدالله .

وأنه من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

وأن من أوصافه:« يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا».

وأحاديث خروج المهدي متواترة .

قال السفاريني رحمه الله في«لوامع الأنوار البهية»(2/84): قَدْ كَثُرَتِ الْأَقْوَالُ فِي الْمَهْدِيِّ حَتَّى قِيلَ :«لَا مَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى» ،وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ الْحَقِّ أَنَّ الْمَهْدِيَّ غَيْرُ عِيسَى، وَأَنَّهُ يَخْرُجُ قَبْلَ نُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ كَثُرَتْ بِخُرُوجِهِ الرِّوَايَاتُ حَتَّى بَلَغَتْ حَدَّ التَّوَاتُرِ الْمَعْنَوِيِّ ،وَشَاعَ ذَلِكَ بَيْنَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ حَتَّى عُدَّ مِنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ.اهـ

وقال والدي الشيخ مقبل  رحمه الله منكرًا على من ينكر خروج المهدي في «دعوتنا وعقيدتنا»: نَعْتَقِدُ ضَلَالَ مَنْ يُنْكِرُ أَحَادِيْثَ المَهْدِيِّ، وَالدَّجَّالَ، وَنُزُولَ عَيسَى ابنِ مَرْيَمَ عَليْهِ السَّلَامُ، وَلَسْنَا نَعْنِيْ مَهْدِيَّ الرَّافِضَةِ، بَلْ إمامٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطًا، كَمَا مُلئِتْ ظُلْمًا وَجَورًا. وَقُلْنَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ لِأَنَّ سَبَّ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ لَيْسَ مِنَ العَدْلِ.اهـ

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد»(208)عن الذين ينكرون خروج المهدي :مثل بعض الكُتَّاب الذين ليس لهم خبرة بالنصوص وأقوال أهل العلم ،وإنما يعتمدون على مجردِ آرائهم وعقولِهم .اهـ

قلت:من المنكرين لخروج المهدي محمد رشيد رضا ،فقد قال في «تفسير المنار»(9/416): أَمَّا التَّعَارُضُ فِي أَحَادِيثِ الْمَهْدِيِّ فَهُوَ أَقْوَى وَأَظْهَرُ ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ فِيهِ أَعْسَرُ، وَالْمُنْكِرُونَ لَهَا أَكْثَرُ، وَالشُّبْهَةُ فِيهَا أَظْهَرُ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَعْتَدَّ الشَّيْخَانِ بِشَيْءٍ مِنْ رِوَايَاتِهَا فِي صَحِيحَيْهِمَا .اهـ

وقد أنكر عليه  أهل العلم  ،وللشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله  رسالة بعنوان:«الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي».
ولوالدي كلام على ذلك في رسالته:«ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر».

 أما الرافضة الإِمَامِيَّةُ فَلَهُمُ  قولٌ آخر وَهُوَ :أَنَّ الْمَهْدِيَّ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن الْعَسْكَرِيُّ الْمُنْتَظَرُ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ لا مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ.«المنار المنيف»(152) لابن القيم .

وَزَعَمَتِ الْكَيْسَانِيَّةُ أَنَّ الْمَهْدِيَّ هُوَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ،وَأَنَّهُ حَيٌّ مُقِيمٌ بِجَبَلِ رَضْوَى ،وَأَنَّهُ بَيْنَ أَسَدَيْنِ يَحْفَظَانِهِ، وَعِنْدَهُ عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ تَجْرِيَانِ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ..إلخ.«لوامع الأنوار»(2/84)للسفاريني.



ولا لَبْسَ بحمد الله في معرفة الصواب:﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾،فمهدي أهل السنة يخرجُ في آخر الزمان وله أوصاف وعلامات ،فتمسَّك بطريق الهدى لتنجو من طريق أهل الهوى.
اللهم جنبنا منكراتِ الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء.