كيفَ يعرِف الإنسانُ أنه
مخلصٌ لله عزوجل وليس من أهل الرياء والسُّمْعَةِ؟
ج: الإنسانُ يعرفُ نفسَه من عمله ،هل عملُه لوجه
الله سبحانه،فهذا دليلٌ على الإخلاص .
أم كانَ
عملُه ليحمدَه الناس ويثنوا عليه .
قال
الحافظ في «فتح الباري»: الرِّيَاءُ بِكَسْرِ الرَّاءِ
وَتَخْفِيفِ التَّحْتَانِيَّةِ وَالْمَدِّ ،وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرُّؤْيَةِ .
وَالْمُرَادُ
بِهِ: إِظْهَارُ الْعِبَادَةِ لِقَصْدِ رُؤْيَةِ النَّاسِ لَهَا فَيَحْمَدُوا
صَاحِبَهَا .
وَالسُّمْعَةُ
بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ مُشْتَقَّةٌ مِنْ سَمِعَ .
وَالْمُرَادُ
بِهَا نَحْوُ مَا فِي الرِّيَاءِ ،لَكِنَّهَا تَتَعَلَّقُ بِحَاسَّةِ السَّمْعِ،
وَالرِّيَاءُ بِحَاسَّةِ الْبَصَرِ .اهـ
أم عملُه
لأجلِ دنيا فانية ،وحطامٍ زائل .
والإخلاصُ
عزيزٌ ،فعلى الإنسانِ أن يجاهدَ نفسه على تحقيقِ الإخلاص:{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ
الْخَالِصُ}.
قال الشوكاني رحمه الله فِي «قطر الولي »( ص440): الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي كَون الرِّيَاء مُبْطلًا للْعَمَل مُوجبا للإثم كَثِيرَة جدًّا وَارِدَة فِي أَنْوَاع من الرِّيَاء.
الرِّيَاء فِي الْعلم، والرياء فِي الْجِهَاد، والرياء فِي الصَّدَقَة، والرياء فِي أَعمال الْخَيْر على الْعُمُوم، ومجموعها لَا يَفِي بِهِ أي مُصَنف مُسْتَقل.
والرياء هُوَ أضرّ الْمعاصِي الْبَاطِنَة وأشرها مَعَ كَونه لَا فَائِدَة فِيهِ إِلَّا ذهَاب أجر الْعَمَل والعقوبة على وُقُوعه فِي الطَّاعَة، فَلم يذهب بِهِ مُجَرّد الْعَمَل بل لزم صَاحبه مَعَ ذهَاب عمله الْإِثْم الْبَالِغ.
وَمن كَانَ ثَمَرَة ريائه هَذِه الثَّمَرَة، وَعجز عَن صرف نَفسه عَنهُ فَهُوَ من ضعف الْعقل، وحمق الطَّبْع بمَكَان فَوق مَكَان الْمَشْهُورين بالحماقة.اهـ
وهناكَ أسبابٌ تعينُ على الإخلاص استفدتُها من دروس والدي رحمه الله نذكرها في هذا الموضع
لينفعَ اللهُ بها في جوابٍ له عن سؤال:
ما هو
السبيل حتى يكون الإنسان مخلصًا؟
جواب
الشيخ :
الإيمان
بالقدر، فالناس لا يستطيعون أن يملكوا لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا.
والزهد في
الدنيا.
النظر إلى
ضعف الشخص وعجزه.