جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

(27)الإجابةُ عن الأسئلةِ


هل يستحب الختان اليوم السابع  من ولادة الصبي؟
جاء في تحديد الختان في اليوم السابع  بعض الأحاديث الضعيفة.
روى الطبراني في«المعجم الصغير»( 891)من طريق مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيِّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ , وَخَتَنَهُمَا لَسَبْعَةِ أَيَّامٍ» .قال الطبراني:لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ إِلَّا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ: «وَخَتَنَهُمَا لِسَبْعَةِ أَيَّامٍ» إِلَّا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ .
ومحمد بن أبي السري ضعيف . قال الحافظ في«تقريب التهذيب»:محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن أبي السري صدوق عارف له أوهام كثيرة .
والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ،وقد عنعن.
وزهير بن محمد وهو  التميمي أبو المنذر الخراساني سكن الشام ثم الحجاز ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها قال البخاري عن أحمد كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر وقال أبو حاتم حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه كذا في «تقريب التهذيب»، والوليد بن مسلم شامي.
وقد أشار الطبراني إلى تفرد الوليد بن مسلم بهذه اللفظة «وَخَتَنَهُمَا لِسَبْعَةِ أَيَّامٍ»، ورواية الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد  ضعيفة كما تقدم أن رواية الشاميين عن زهير بن محمد ضعيفة .
وروى الطبراني في «المعجم الأوسط» (558)من طريق رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «سَبْعَةٌ مِنَ السُّنَةِ فِي الصَّبِيِّ يَوْمَ السَّابِعِ: يُسَمَّى، ويُخْتَنُ، وَيُمَاطُ عَنْهُ الْأَذَى..».
ورواد بن الجراح ضعيف .
وقد ثبت عن ابن عباس خلاف هذا .روى البخاري(6299)من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ» قَالَ: وَكَانُوا لاَ يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ . أَي حَتَّى يُقَارب الْبلُوغ كما في «تحفة المودود».
وقَالَ الْخلال (بَاب ذكر ختان الصَّبِي): أَخْبرنِي عبد الْملك بن عبد الحميد أَنه ذَاكر أَبَا عبد الله-يعني الإمام أحمد- ختان الصَّبِي لِكْم يختتن ؟قَالَ :لَا أَدْرِي لم أسمع فِيهِ شَيْئا .
قَالَ ابْن الْمُنْذر كما في «تحفة المودود»(184):« لَيْسَ فِي هَذَا الْبَاب نهي يثبت، وَلَيْسَ لوُقُوع الْخِتَان خبر يرجع إِلَيْهِ وَلَا سنة تسْتَعْمل، فالأشياء على الْإِبَاحَة، وَلَا يجوز حظرُ شَيْء مِنْهَا إِلَّا بِحجَّة، وَلَا نعلم مَعَ من منع أَن يختن الصَّبِي لسبعة أَيَّام حجَّة ».
وفي «فتاوى اللجنة الدائمة»(5/142)في الجواب عن سؤال: ما هو الوقت المفضل والمناسب في ختان الأولاد أفي سن الرضاع أم في سن البلوغ؟
جـ: ليس للختان وقت محدود فيما نعلم من الشرع المطهر ،ولكن كلما كان في الصغر فهو أولى وأسهل على الطفل والطفلة ،ومن ذلك يعلم أنه لا حرج في الختان في سن الرضاع.اهـ
وكَرِهَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَمَالِكٌ الْخِتَانَ يَوْمَ سَابِعِهِ لَمُخَالَفَةِ الْيَهُودِ .
قَالَ مَالِكٌ :عَامَّةُ مَا رَأَيْت الْخِتَانَ بِبَلَدِنَا إذَا ثُغِرَ الصبى .أي سقطتْ ثنايا أسنانِه .
ولما تقدم  استحبَّ الشافعية ختان الصبي يَوْمَ السَّابِعِ مِنْ وِلَادَتِهِ  كما في «المجموع»(1/308) للنووي.
ولايؤخر الختان لبعد البلوغ. قال ابن القيم في «تحفة المودود»(182): يجب على الْوَلِيّ أَن يختن الصَّبِي قبل الْبلُوغ بِحَيْثُ يبلغ مختونًا .
والله تعالى أعلم.