جديد الرسائل

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

(23)دُرَرٌ مِنْ نَصَائِحِ السَّلَف


                      الاطِّلَاع على الأحاديث الضعيفة لاجتنابها




قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: «تَعَلَّمْ مَا لَا يُؤْخَذُ بِهِ كَمَا تَتَعَلَّمُ مَا يُؤْخَذُ بِهِ».

رواه أبو زرعة الدمشقي في «تاريخ دمشق»(263) ،وابن عبد البرفي «جامع بيان العلم وفضله» (1/330) .


والأثر حسن .الراوي عن الأوزاعي بقيةُ بن الوليد حسن الحديث إذا صرَّح بالسماع، وقد صرح بالسماع من شيخه الأوزاعي.


(تَعَلَّمْ مَا لَا يُؤْخَذُ بِهِ) تعلم الأحاديث الضعيفة والموضوعة لمعرفة حالها واجتنابها والتحذير منها، وتعلم المنسوخ حتى لا تعمل به، وتعلم الخصائص النبوية حتى لا تعمل بخصائص النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ونحو ذلك.



وليس المرادُ تعلُّمَ الحرام كالسحر والشعوذة والكهانة والتنجيم وعلمِ الكلام .


وأخرج البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى»(188) عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: «احْفَظْ: لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ إِمَامًا حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَصِحُّ مِمَّا لَا يَصِحُّ , وَحَتَّى لَا يَحْتَجَّ بِكُلِّ شَيْءٍ , وَحَتَّى يَعْلَمَ مَخَارِجَ الْعِلْمِ».

والأثر صحيح .

وقد كان حذيفة رضي الله عنه يسألُ عن الفتن مخافةَ أن تُدْرِكَهُ ،فهكذا الاطلاع على الأحاديث التي لا تصح  لئلَّا يعملَ بها ويحذَرَها ،وبالله نتأيَّد .