جديد الرسائل

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

(8)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله



عن الحارث الأشعري رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحديث وفيه« وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ المُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللَّهِ». رواه الترمذي (2863).


هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم .«الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»(285).



(الجُثَا): جَمْع جُثْوَة بالضَّم، وَهُوَ الشَّيْءُ الْمَجْمُوعُ. «النهاية».



في هذا الحديث التحذير من الدعوات الجاهلية ،وأنها من الكبائر.


وعلَّق والدي رحمه الله في بعض دروسه على الحديث الذي رواه البخاري(1294) ،ومسلم (103) عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»،وقال:

دعوى الجاهلية تشمل التعصب الجاهلي والحزبي والمذهبي.اهـ.

فهذا الدين الحنيف ،الدين الإسلامي يدعو  المسلمين إلى تحقيق الأُخوَّة ،وترك العصبيَّة والحزبية ،والنعرَاتِ الجاهلية .




وروى البخاري(4905)،ومسلم (2584)عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاة فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَال الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».. الحديث .



أنكر الرسول قول الأنصاري  «يَا لَلْأَنْصَارِ»،وَقول المُهَاجِرِيِّ« يَا لَلْمُهَاجِرِينَ».وسماه  جاهلية مع أن الأنصاري من الأنصار، والمهاجري من المهاجرين، لكنه كان على وجه العصبية فأنكر النبي صلى عليه وعلى آله وسلم ذلك وقال:«دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».
ولا يسلَم من الدعوات الجاهلية إلا من سلَّمه الله ،نسأل الله العافية .