بركة السَّحُور
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا
فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً».رواه البخاري(1923)،ومسلم(1095).
وقد ذكروا أقوالًا في المراد بالبركة في
السحور.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح
الباري» (1923):وَالْأَوْلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ
مُتَعَدِّدَةٍ :وَهِيَ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ ،وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ ،وَالتَّقَوِّي
بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ ،وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ ،وَمُدَافَعَةُ سُوءِ
الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ، وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ
يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ، وَالتَّسَبُّبُ
لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ، وَتَدَارُكُ نِيَّةِ
الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ.اهـ.
والدليل أنَّ السحور مخالفة لأهل
الكتاب حديث عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ في «صحيح
مسلم» (1096) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ
مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ».
والأمر بالسحور للاستحباب .
قال الإمام البخاري في «صحيحه»
:بَابُ بَرَكَةِ السَّحُورِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ «لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَاصَلُوا وَلَمْ يُذْكَرِ السَّحُورُ».
وقال ابن المنذر في «الإجماع» فقرة (124):وأجمعوا على أن السحور مندوب إليه اهـ.