جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 30 أبريل 2016

(41)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

                     إثبات صفة العَيْنَيْنِ لله عزوجل
صفة العينين ثابتة لله عز وجل، وقد جاء إثبات العين بلفظ الإفراد قال تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: 39]. وجاء بلفظ الجمع قال تعالى:﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾[القمر: 14] وقال سبحانه :﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [الطور:48]. ونون الجمع هنا للتعظيم.

وجاء بلفظ التثنية .أخرج البخاري (7407)ومسلم (169)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمررضي الله عنهما، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ - وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ».
وأخرج البخاري(7408)ومسلم(2933) عن أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الأَعْوَرَ الكَذَّابَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ».
 
في هذين الحديثين إثبات صفة العينين لله عز وجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذَكَر الفارق بين الله عز وجل رب العباد وبين الدجال الذي يدَّعي أنه ربٌ وأنه إله، فذكر الفرق أن الله ليس بأعور، وأن الدجال أعور العين اليمنى.

وقد فسَّرالعينَ بعضُ المؤولة بالعلم ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ بعلمنا، وهذا صرف لظاهر الدليل لغير دليل.

وفي صحيح البخاري في تبويب حديث (7407)﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ فُسر بـ تغذَّى أي تنعَّم، وهذا من باب تفسير الصفة بلازمها ،والواجب إثبات الصفة وما دلت عليه من المعنى وإثبات اللازم .