بسم الله الرحمن الرحيم
-قال الله سبحانه{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 63].
-أخرج البخاري (5758)ومسلم (1681) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ
اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَ بَطْنَهَا
وَهِيَ حَامِلٌ، فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى: أَنَّ دِيَةَ مَا فِي
بَطْنِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ، فَقَالَ وَلِيُّ المَرْأَةِ الَّتِي
غَرِمَتْ: كَيْفَ أَغْرَمُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ لاَ شَرِبَ وَلاَ أَكَلَ،
وَلاَ نَطَقَ وَلاَ اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الكُهَّانِ».
-وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّهُ رَأَى
رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقَالَ لَهُ: لاَ تَخْذِفْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الخَذْفِ، أَوْ كَانَ يَكْرَهُ الخَذْفَ
وَقَالَ: «إِنَّهُ لاَ يُصَادُ بِهِ
صَيْدٌ وَلاَ يُنْكَى بِهِ عَدُوٌّ، وَلَكِنَّهَا قَدْ تَكْسِرُ السِّنَّ،
وَتَفْقَأُ العَيْنَ» ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ، فَقَالَ لَهُ:
أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى
عَنِ الخَذْفِ أَوْ كَرِهَ الخَذْفَ، وَأَنْتَ تَخْذِفُ لاَ أُكَلِّمُكَ كَذَا
وَكَذَا.
-وفي صحيح البخاري (6117) ومسلم (37)عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي
إِلَّا بِخَيْرٍ» فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: " مَكْتُوبٌ فِي الحِكْمَةِ:
إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةً " فَقَالَ
لَهُ عِمْرَانُ: «أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ» .
-روى مسلم في صحيحه (442)عن عبداللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَمْنَعُوا
نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا» قَالَ: فَقَالَ
بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ
عَبْدُ اللهِ: فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ
وَقَالَ: " أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَقُولُ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ ".
وأخرج المرفوع منه البخاري (900) .
وفي رواية لمسلم (قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ:
أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَا).
-وفي صحيح مسلم (2021)عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنهأَنَّ
رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِينِكَ» ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ،
قَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ» ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا
رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ .
-ويقول رحمه الله :سنة رسول الله لن نتركها ولو تعاضضنا بالأسنان .
-ويقول مستبشراً مسروراً بنشر السنة: السنة تمشي من فضل الله أمامنا
ونحن بعدها .
-وقيل له :كيف استطعت تنشر السنة في وكر التشيع ؟.
فيقول :يعلم الله لم أتخذ( دماج) مقراً لأدعو فيه إلى الله ولكن هذا
شيء أراده الله.
-ويقول رحمه الله مفوضاً الأمرَ لربه سبحانه: هذا شيء ليس بفصاحتنا
ولا بقوتنا ولا بشجاعتنا ولابكثرة علمنا ولا بكثرة مالنا ولكنه شيء أراده الله .
-ويقول الوالد الشيخ مقبل رحمه الله: (كان السلف يتسابقون إلى السنن أما
اﻵن فإذا قيل لهم سنة لايبالون بها) .
-وكان رحمه الله: يهتم بالطالب الذي تُعد السُنة غريبة في بلده بتفقده
والسؤال عنه.
ويحثه على الاجتهاد في طلب العلم ويقول له :يابني اجتهد فبلدُك محتاجة
إليك .
هذا ما كتبته ودوَّنته وسمعته من والدي الشيخ مقبل رحمه الله .
أم عبدالله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله 29/من شهر الله
المحرم 1437.
