جديد الرسائل

الخميس، 12 نوفمبر 2015

معنى اسم الله عزوجل (العزيز)

بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } .
العزيز يدل على إثبات صفة العزة لله عزوجل .
ومنه قوله تعالى { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } .
والعزيز له عدة معانٍ ذكرها ابن القيم رحمه الله في نونيته وقال:
وهو العزيز فلن يُرام جنابُه ... أنَّى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه ... من كل وجه عادم النقصان .
فهذه ثلاثة معان
1-عزة الامتناع بمعنى لا يضره أحد ولا ينفعه أحد ومن أسماء الله (الغَنِى )وفي الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم عن أبي ذر (يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي) .
قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد شرح كتاب التوحيد (1/321)عن هذا المعنى الأول :
عزيز: بمعنى ممتنِع أن يناله أحد بسوء اهـ
2-عزيز بمعنى القهر والغلبة ومنه قوله تعالى عن أحد المتخاصمين إلى نبي الله داود عليه الصلاة والسلام{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } .
فكل الكائنات خاضعة لله تحت مشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
ومن أسماء الله( القهار) .
3-عزيز بمعنى القوة . ومنه قوله تعالى { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ}.
ومن أسماء الله (القوي ).
ومن ثمار معرفة معنى اسم الله العزيزأنه يثمر التوكل على الله  والشجاعة -أي الشجاعة المحمودة -لأن الله هو القاهر وهو القوي وهو الغالب .
ويثمر القرب من الله ومحبته  واللجوء إليه .
والحرص على معرفة أسماء الله ومعانيها داخل فيما رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) عنأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(1/ 164) ثلاثة أمور داخِلة في قوله (أحصاها ) .
قال رحمه الله :بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها .
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها .
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .

وهو مرتبتان إحداهما: دعاء ثناء وعبادة والثاني: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم اهـ