بسم الله الرحمن الرحيم
الله أعلم وأحكم قد يريد
الله أمرا فيهيئ له أسبابا من أجل الوصول إليه والله على كل شئ قدير.
ولننظر إلى قصة يوسف عليه السلام ابتلي بإخوانه
حسدوه فكذبوا ونافقوا وكادواورموا به في البئر فلما التقطه المسافرون جاؤوا وقالوا
هذا عبدنا هرب علينا فباعوه بثمن بخس ثم ابتلي بامرأة العزيز افتتنت به فهرب منها إلى
الباب فلحقته فإذا بزوجها فرمت يوسف بأنه يراودها ثم كاد له النسوة الأخر اللائي دعتهن
لهذا قال وإلا تصرف عني كيدهن ثم ظـلمه العزيز وسجنه من أجل أن يهدأ الحال وليلصق به
التهمة فلبث في السجن بضع سنين والبضع ما بين الثلاث إلى التسع .ثم فرج الله عنه لما
فسر رؤيا الملك فتعجب من تعبيره وقال له أريدك تكون من خاصتي وتبدأ المكانة والرفعة
ليوسف قليلا قليلا حتى أتم الله له النعمة فلما وجد نعم الله عليه قد كملت وأنه قداجتمع
شملهم بعد الفرقة بعد ذلك دعا ربه أن يتوفاه على الاسلام ويلحقه بالصالحين .فياسبحان
الله على عبر في هذه القصة .
وبيان أن الابتلاءات ما يسلم منها المؤمن وأن العسر يعقبه يسر ففيه الفرج
بعد الشدة وأنه كما يقال رب ضارة نافعة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ثبتني ربي وإياك
في السراءوالضراء .والله المستعان .