جديد الرسائل

الخميس، 30 يوليو 2015

كلمة عن رمضان ‬‬1436

                                                             بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
الحمدلله على نعمة الإسلام . الحمدلله على نعمة رمضان حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى .
أما بعد :فمن حكمة الله أن جعل الشهور والأزمان تتفاوتُ وتتفاضلُ فبعضها أفضَل من بعض .
وإن شهر رمضان من الشهور التي اختصها الله بخصائص ومميزات ليتنافس فيه المتنافسون.
شهررمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» .ولما كانت الشياطين والمراد المردة منهم  تغلغل وتوثق يخف الشر والفساد .
وأيضاً يقول ابن رجب في لطائف المعارف :لأن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر سورة الشهوة والغضب ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم "الصوم وجاء" لقطعه عن شهوة النكاح اهـ.
رمضان شهر الصبر كما في الحديث الذي رواه النسائي عن أبي هرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «شَهْرُ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ».
والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن معاصي الله وصبر على أقدار الله المؤلمة.
قال ابن رجب في لطائف المعارف :وتجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبرا على طاعة الله وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} اهـ.
شهر رمضان شهر خير وبركة اختصه الله بنزول القرآن الكريم فيه قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) .
شهر رمضان شهر رحمة  وشهر توبة ومغفرة ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ» .
وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ .

يدعوالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على من دخل عليه رمضان ثم انتهى ولا زال يحمل ذنوبه ووِزره لأن الشهر شهر مغفرة فأي إنسان ما بيَّض صحيفة أعماله بالتوبة دل على أنه بعيد عن الخير والهدى فاستحق الدعاء عليه فلنبادر إلى التوبة والإنابة إلى مولانا الغفار فإنه يفرح بتوبة عبده .