جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 1 مايو 2017

(103)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


هل الشرك قد انقطع  لحديثِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».رواه مسلم (2812)؟.

استفدت من والدي رحمه الله ما يأتي:

الشرك باقٍ إلى يوم القيامة  لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»،قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ» .رواه البخاري(3456)،ومسلم (2669)عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ومن أفعال اليهود والنصارى الشرك بالله، وكثير من المسلمين يهرولون بعد الكفار في العقيدة والأقوال والأفعال.

وفي الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ» .[رواه البخاري(7116)،ومسلم (2906)].

وأما حديث جابر: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».فهذا يأسُ الشيطان من رحمة الله لمَّا رأى انتشارَ الإسلام والتوحيد.
وأيضًا فيه ذكرُ المصلين، فهناك الذين لا يصلون . اهـ كلام والدي رحمه الله .
------------------------------------
وقد أفرد لهذه المسألة الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله بابًا في«كتابه التوحيد»وقال: (بابُ ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون الأوثان).

قال الشارح  حفيد الشيخ  وهو سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في« تيسير العزيز الحميد »(306):   أرادَ المصنفُ بهذه الترجمة الردَّ على عبَّاد القبور، الذين يفعلون الشرك ويقولون: إنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فبيَّن في هذا الباب من كلاِم الله وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على تنوُّعِ الشرك في هذه الأمة ورجوع كثيرٍ منها إلى عبادة الأوثان، وإن كانت طائفة منها لا تزال على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمرُ الله تبارك وتعالى.اهـ