اعتناء الطالب بنشر علوم شيخه
جاء عن الشَّافِعِيّ أنه قال: اللَّيْثُ أَفْقَهُ
مِنْ مَالِكٍ إِلًّا أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ.
ذكره الذهبي في «سير
أعلام النبلاء»(8/156).
وهذا فيه السبب في انتشار علم الإمام مالك أكثر
من الإمام الليث بن سعد.
فمن أسباب نشر عِلْمِ العالم وخاصة بعد وفاته، اعتناء
تلاميذه بنشر علومه، وما تلقوه منه واستفادوه. وهذا حقٌّ له عليهم؛ فالله عَزَّ
وَجَل يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].
وهذا من انتفاع الشيخ بتلاميذه إن كانوا بَرَرَةً.
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «الفوائد»(192): أَنْفَع
النَّاس لَك رجل مكَّنك من نَفسه؛ حَتَّى تزرع فِيهِ خيرًا، أَو تصنع إِلَيْهِ
مَعْرُوفا؛ فَإِنَّهُ نِعْم العونُ لَك على منفعتك وكَمَالِك، فانتفاعك بِهِ فِي
الْحَقِيقَة مثل انتفاعه بك أَو أَكثر.
وأضرُّ
النَّاس عَلَيْك من مكّن نَفسه مِنْك حَتَّى تَعْصِي الله فِيهِ؛ فَإِنَّهُ عون
لَك على مضرَّتك ونقصك. اهـ.
فنهيب بالطلاب والطالبات الاعتناء بنشر علوم
مشايخهم، وقد يقيِّضُ الله لمن يقوم بنشر علوم شيخه تلاميذ ينشرون علومه؛ فالجزاء
من جنس العمل.