جديد الرسائل

الاثنين، 13 أكتوبر 2025

(90) اللغة العربية

 

                                     الأمَدُ

 

الْأَمَدُ: الْغَايَةُ، وَبَلَغَ أَمَدَهُ أَيْ: غَايَتَهُ. كما في «المصباح المنير»(21).

وكما قال الله تَعَالَى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)﴾ [آل عمران: 30 أي: غاية.

 

 وقال: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)﴾ [الحديد: 16 وهو نهاية البلوغ.

 وقال تَعَالَى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)﴾ [الكهف: 12 أي: غاية إقامة.

يراجع «الغريبين في القرآن والحديث»(1/100) لأبي عبيد الهروي رَحِمَهُ اللهُ.

ومنه: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، وَكَانَ أَمَدُهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ»، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ سَابَقَ بِهَا. رواه البخاري(2869 ومسلم (1870).

 قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البخاري: أَمَدًا: غَايَةً، {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ} [الحديد: 16].

فقوله: أمدها، أي: غايتها

وفي «غريب الحديث»(2/477) لابن قتيبة: يُقَال: لَيْسَ لعذاب الْكَافِر أمد. اهـ.

أي: غاية.

ومنه قول النابغة:

[إلاَّ لِمثْلِكَ أَوْ مَنْ أنتَ سَابِقُهُ*** سَبْقَ الجَوادِ إذا اسْتَولى على الأَمَدِ]

(اسْتَوْلَى على الأَمَدِ أَيْ: بَلَغَ الْغَايَةَ. كما في «مختار الصحاح»(345).

والفرق بين الزمان والأمد كما في «المفردات»(88): أنّ الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عامّ في المبدأ والغاية. اهـ.

ولم يرتضِ العطار كون الأمد يطلق على الغاية فحسب، حيث قال في «حاشية موصل الطلاب»(304): الأمد يطلق على المدة وآخرها.

[مقتطف من دروس موصل الطلاب إلى شرح قواعد الإعراب لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]