جديد الرسائل

الاثنين، 13 أكتوبر 2025

(112)الحديثُ وعلومُه

 

 

                              جابر بن يزيد الجعفي

 

 كذِّب، وكان يؤمن بالرجعة.

 روى مسلم في مقدمة «صحيحه» (1/20) من طريق الحميدي عن سُفْيَانَ-وهو: ابن عيينة-، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ عَنْ جَابِرٍ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ مَا أَظْهَرَ، فَلَمَّا أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ فِي حَدِيثِهِ، وَتَرَكَهُ بَعْضُ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا أَظْهَرَ؟ قَالَ: الْإِيمَانَ بِالرَّجْعَةِ.

 ومعنى الإيمان بالرجعة: أن عليًّا ما مات وأنه مستتر في السحاب، وسينزل ويأخذ بحقه من أبي بكر وعمر؛ حيث أخذا الخلافة عليه.

 أو أنه مات وسيرجع إلى الدنيا-كالذين ذكر الله إحياءهم في القرآن-ويأخذ بحقه..، كذا يزعم الرافضة([1]).

 وهذا معدود في الغلو، اعتقاد الرجعة من أشد الغلو في التشيع؛ لأن التشيع على أقسام، ومنهم غالية في الرفض، ومن الغلو الإيمان بالرجعة.

 فجابر بن يزيد الجعفي متروك؛ كما جزم به الحافظ ابن حجر في «تغليق التعليق» (3/152)عقب أثرٍ حيث قال: جَابر الْجعْفِيّ مَتْرُوك. اهـ.

والمتروك، لا يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.

 



([1])قال الفيروزآبادي في «القاموس»(720): ويؤمِنُ بالرَّجْعَةِ، أي: بالرُّجوعِ إلى الدُّنْيا بعدَ الموتِ.

 وقال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم» (1/101): وَمَعْنَى إِيمَانُهُ بِالرَّجْعَةِ هُوَ مَا تَقُولُهُ الرَّافِضَةُ وَتَعْتَقِدُهُ بِزَعْمِهَا الْبَاطِلِ: أَنَّ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي السَّحَابِ، فَلَا نَخْرُجُ-يَعْنِي مَعَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ وَلَدِهِ-حَتَّى يُنَادِيَ مِنَ السَّمَاءِ أَنِ اخْرُجُوا مَعَهُ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَبَاطِيلِهِمْ وَعَظِيمٌ مِنْ جهالاتهم اللائقة بِأَذْهَانِهِمُ السَّخِيفَةِ وَعُقُولِهِمُ الْوَاهِيَةِ.

وقال والدي رحمه الله في حاشية «الشفاعة» (61) عقب قول النووي: وقيل: معناها أن عليًّا سيرجع إلى الدُّنيا قبل البعث.

وفي «لسان العرب»(8/114): الرَّجْعةُ: مَذْهَبُ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ، وَمَذْهَبُ طَائِفَةٍ مِنْ فِرَق الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُولي البِدَع والأَهْواء، يَقُولُونَ: إِن الْمَيِّتَ يَرْجِعُ إِلى الدُّنْيَا وَيَكُونُ فِيهَا حَيًّا كَمَا كَانَ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ طَائِفَةٌ مِنَ الرَّافضة يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، مُسْتتِر فِي السَّحَابِ فَلَا يَخْرُجُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ، حَتَّى ينادِيَ مُنادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اخْرُجْ مَعَ فُلَانٍ.