جديد الرسائل

الأربعاء، 9 يوليو 2025

(56)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

 

تخزين العلوم النافعة في الذاكرة

 

 

عن هَانِئٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ، إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تُذْكَرُ الجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلاَ تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ القَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ». قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ» رواه الترمذي (2308)، وهو  في «الصحيح المسند» (909) لوالدي رَحِمَهُ الله.

 

وقد تكرر معنا -من فضل الله-هذا الحديث كثيرًا.

 والدي رَحِمَهُ اللهُ يقول: الذي يلازمني يعرف بأي شيء أستدل به؟ ويعرف ماذا أقول؟

 أي: إذا وُجدت البركة.

مع أن أهل العلم بحور في العلم، ولنتأمل ما رواه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (115) من طريق عبدالرزاق، يقول: قال لي ابن المبارك: كنت أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول: ما بقي من علمه شيء إلا وقد سمعته، ثم أقصد عنده مجلسًا آخر، فيحدث فأقول: ما سمعت من علمه شيئًا.

 

 فأحاديث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، والشروح والفوائد، يحرص طالب العلم وتحرص طالبة العلم على حفظها وفهمها، وإيداعِها في ذاكرة البدن وذاكرة العقل والدماغ، وليس ذاكرة الجوال والأجهزة الحديثة.

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]