العيش
مع القرآن
الذي يعيش مع
القرآن في خير وبركة، في سعادة عظيمة لا ينالها إلا من كان على شاكلته، لذة القرآن
وحلاوته شيء عظيم؛ ولهذا لا يشبع منه العلماء؛ لأنهم يعرفون فضل القرآن وعلومه
وكنوزه، وأهميته لصلاح القلب وتحقيق السعادة.
قد يحصل
أحيانًا فتور وهذا لا يضر، قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ
فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ
فَقَدْ هَلَكَ».
وخاصة المرأة مع ظروفها عند الحيض، وضغوط
مسؤولية البيت والأولاد، ولكن لا تستسلم حتى لو وجدت فتورًا، ومن وجدت ضعفًا تتوكل
على الله، وقد يفتح الله، وما تدري إلا والرغبة تأتي، والشعور بحلاوة القرآن، وهذا
من بركات القرآن الكريم.
وامشي على نظام، وحددي الورد اليومي حتى لا
تتساهلي، ولو قويت على أكثر من الورد المحدد عندك فهذا خير كبير، وأقل شيء جزء في
كل يوم؛ لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول
لعبدالله بن عمر: «اقْرَإِ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ
أَكْثَرَ فَمَا زَالَ، حَتَّى قَالَ: «فِي ثَلاثٍ» رواه البخاري (1978).
وأخرج أبوداود
في «سننه» (1394)، والترمذي في «سننه» (2949) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ
عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا
يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ». والحديث صحيح.
قد يضعف الخشوع
-الذي هو لب القراءة- إذا قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لأنه يقرأ سردًا قراءة سريعة،
وقد تضعف نفسه ويضيع الحقوق.