هل القديم من أسماء الله وصفاته؟
الجواب: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ». قَالَ: فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ. قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ. رواه أبو داود (466).
والمراد بالقِدم هنا: القِدَم المطلق، كما في قوله تَعَالَى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)﴾ [الحديد: 3].
وثبت في «صحيح مسلم» (4/2084) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، والحديث وفيه: «اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ». وساق الحديث.
وقد يأتي القِدَم نسبيًّا، كما قال تَعَالَى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)﴾[يس].
ويذكرون القمر له ثمانية وعشرون منزلة، فهو يظهر صغيرًا ثم يكبر، حتى يتكامل نوره، ثم يشرع في النقص إلى آخر الشهر حتى يصيرَ كالعرجون.
وقد كتبت عن والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله: (القديم) ليس من أسماء الله ولا صفاته.
وسُئل الشيخ ابن عثيمين: هل (القديم) اسم لله تعالى، أو من صفاته؟
الجواب: لا، القديم ليس من أسماء الله، وليس من صفاته، لكن المقدم من أسماء الله، كما في الحديث: «أنت المقدم وأنت المؤخر».
السائل: توجيه الحديث يا شيخ: «وسلطانك القديم»؟
الجواب: هذا وصف للصفة وليس وصفًا للموصوف، سلطانه القديم، أي: القديم هو السلطان.
« لقاء الباب المفتوح»(209/23) بترقيم الشاملة.
وقال رَحِمَهُ الله في «شرح العقيدة الواسطية »(2/43): قد ذكرنا عند تفسير الآية -أي: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[الحديد:3]- أن أهل الفلسفة يسمُّون الله: القديم، وذكرنا أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى، وأنه لا يجوز أن يسمَّى به، لكن يجوز أن يُخبر به عنه، وباب الخبر أوسع من باب التسمية؛ لأن القديم ليس من الأسماء الحسنى، والقديم فيه نقص؛ لأن القدم قد يكون قدمًا نسبيًّا؛ ألم تر إلى قوله تعالى:{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}[يس: 39]، والعرجون القديم حادث، لكنه قديم بالنسبة لما بعده.