جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 4 مارس 2025

(150) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

من ضحكِهِ رَحِمَهُ الله

عَنْ قَيْسِ بنِ عَبَّادٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ فَجَبَذَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي جَبْذَةً فَنَحَّانِي، وَقَامَ مَقَامِي فَوَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ صَلَاتِي، فَلَمَّا انْصَرَفَ فَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ: «يَا فَتَى، لَا يَسُؤْكَ اللَّهُ، إِنَّ هَذَا عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا أَنْ نَلِيَهُ». ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: هَلَكَ أَهْلُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ -ثَلَاثًا-ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أَضَلُّوا» قُلْتُ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ مَا يَعْنِي بِأَهْلِ الْعَقْدِ؟ قَالَ: «الْأُمَرَاءُ» رواه النسائي (808).

هذا الحديث مرَّ معنا في درس «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» الحديث الثامن فيه.

وعند قراءة قولِ الفتى: «فَجَبَذَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي جَبْذَةً فَنَحَّانِي، وَقَامَ مَقَامِي فَوَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ صَلَاتِي».

ضحِكَ والدي رحمه الله؛ تعجُّبًا مِنْ حِرْصِ الفتى على الفضل، وما أصابه من الحُزْنِ وتشوُّش الفِكْر، حتى لم يدرِ كيف كانت صلاتُه؟! حيثُ نحَّاه أُبَيٌّ رضي الله عنه من الصفِّ الأوَّل؛ وذلك لأنه ليسَ مِنْ أولي الأحلامِ والنهى. وقد أخبره أُبَيٌّ بعد الصلاة أنَّ هَذَا عَهْدٌ، أي: وصية مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يليه أهلُ الفضل، وفيه أن الدليل هو الفيصل في المسائل، وأنه يزيل ما في النفوس من كراهة الشيء.