جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 24 فبراير 2025

(153)الإجابة عن الأسئلة


 

تسأل إحدى أخواتي في الله: هل إذا قلت في دعائي: اللهم استجب دعائي عاجلًا غير آجل، أكون قد وقعت في عدم الرضا بالقدر؟

  الجواب:

هذا لا شيء فيه، وقد جاء فيه دليل رواه أبو داود(1169).

ولكن الحديث ذكره والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله في «أحاديث معلة»(100)؛ فقد رجح الدارقطني إرساله، والله أعلم.

 

أما الاستعجال المنهي عنه، فهو الاستعجال في الدعاء، بمعنى يدعو بعض الشهور أو بعض الأسابيع فلا يرى إجابة، فيمل ويفتر ويقنط، هذا منهي عنه، كما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» رواه البخاري (6340)، ومسلم (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

استنبط من هذا الحديث ابن عبد البر في «الاستذكار»(2/526)، وقال: يَقْتَضِي الْإِلْحَاحُ عَلَى اللَّهِ فِي الْمَسْأَلَةِ، وَأَلَّا يَيْأَسَ الدَّاعِي مِنَ الْإِجَابَةِ، وَلَا يَسْأَمُ الرَّغْبَةَ؛ فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ أَوْ يُكَفَّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ أَوْ يُدَّخَرُ لَهُ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[غافر: 60].

فَسَمَّى الدُّعَاءَ عِبَادَةً، وَمَنْ أَدْمَنَ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ، وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعَطَاءِ حَتَّى يَمَلَّ الْعَبْدُ مِنَ الدُّعَاءِ، وَمَنْ عَجِلَ وَتَبَرَّمَ فَنَفْسَهُ ظَلَمَ.

وقال ابن القيم في «الجواب الكافي»(11): وَمِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تَمْنَعُ تَرَتُّبَ أَثَرِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ: أَنْ يَسْتَعْجِلَ الْعَبْدُ، وَيَسْتَبْطِئَ الْإِجَابَةَ، فَيَسْتَحْسِرُ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ بَذَرَ بَذْرًا أَوْ غَرَسَ غَرْسًا، فَجَعَلَ يَتَعَاهَدُهُ وَيَسْقِيهِ، فَلَمَّا اسْتَبْطَأَ كَمَالَهُ وَإِدْرَاكَهُ تَرَكَهُ وَأَهْمَلَهُ. ثم ذكر هذا الحديث.