جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 4 يناير 2025

(123)سلسلة المسائل النسائية

 

          فتنة كشف المرأة عينيها عند الأجانب

قال الشاعر:

لَها بَشرٌ مثل الحريرِ ومَنطق ... رخيمُ الحواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ

وعينان قال الله كُونَا فَكَانَتَا ... فعولان بالألْبَابِ ما تفعلُ الخمرُ

 

وقال آخر:

إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ ..قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا

 

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حَراكَ بِهِ..وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

 

وإذا كان ذوو الألباب-وهم أصحاب العقول-يُفتنون بعينَي المرأة، فكيف بغيرهِم من السفلة وضعفاء العقول؟!

واعلمي أن المرأة تأثم إذا تسبَّبت في فتنة الرجال ومرض قلوبهم.

 ثبت عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا». رواه أبوعبدالله البخاري في «صحيحه» (304).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري»تحت الحديث المذكور: يَظْهَرُ لِي أَنَّ ذَلِكَ مِنْ جُمْلَةِ أَسْبَابِ كَوْنِهِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؛ لِأَنَّهُنَّ إِذَا كُنَّ سَبَبًا لِإِذْهَابِ عَقْلِ الرَّجُلِ الْحَازِمِ حَتَّى يَفْعَلَ أَوْ يَقُولَ مَا لَا يَنْبَغِي، فَقَدْ شَارَكْنَهُ فِي الْإِثْمِ وَزِدْنَ عَلَيْهِ.