جديد المدونة

الأحد، 17 نوفمبر 2024

(172)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

                          صفة الرحمة لله عَزَّ وَجَل

قال تَعَالَى عن ملائكته حملة العرش: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7].

هذه الآية فيها سعة رحمة الله وعلمه.

 وروى البخاري (7553)، ومسلم (2751) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ، أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ».

هذه الآية فيها عموم رحمة الله، وأن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فرحمة الله على قسمين:

عامة بجميع الخلق.

وخاصة بالمؤمنين، كما قال تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) ﴾[الأحزاب]، وقال تَعَالَى: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) ﴾[الأعراف:156]. هذه رحمة خاصة بالمؤمنين في دينهم وإيمانهم وهدايتهم.

أما الرحمة بالكفار فهي رحمة جسدية بدنية دنيوية، فالذي يرزق الكافر هو الله، الذي يرزقه الطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك.

 يراجع «شرح العقيدة الواسطية»(1/221) للشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ.