(وَهُوَ) أي: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة.
(الإِيمانُ بِاللهِ) الإيمان لغة: التصديق. واصطلاحًا: هو نطق باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور: الإيمان بوجود الله، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
(وَمَلاَئِكَتِهِ) الملائكة: مشتق من الألوكة، وهي الرسالة، وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَالْجُمْهُورِ. كما في «فتح الباري».
واصطلاحًا: عالَم غيبي خُلقوا من نور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور: الإيمان بوجودهم. والإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالًا. والإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة جبريل. والإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلًا ونهارًا بدون ملل ولا فتور. ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».
(وَكُتُبِهِ) قال الشيخ ابن عثيمين في «شرحه»(1/58): أي: كتب الله التي أنزلها مع الرسل.
الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقًّا.
والإيمان بما علمنا اسمه منها، كالقرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور، وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالًا.
والتصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.
والعمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها. كما ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».
(وَرُسُلِهِ) جمع رسول بمعنى: مرسل، أي: مبعوث بإبلاغ شيء.
والمراد هنا: من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
الإيمان بالرسل يتضمن بأربعة أمور: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع.
والإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه، مثل: محمد وإبراهيم، وموسى، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالًا.
والتصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
والعمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. كما ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».
(وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ) البعث لغة: التحريك والإثارة. واصطلاحًا: قال ابن كثير في «تفسيره»: الْبَعْث وَهُوَ الْمَعَادُ، وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اهـ.
تعريف الموت: مفارقة الروح للجسد.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: الإيمان بالبعث: وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين.
والإيمان بالحساب والجزاء: يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه.
الثالث: الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المآل الأبدي للخلق، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، الذين كفروا به وعصوا رسله. كما ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».
ويدخل في الإيمان بالبعث كل ما يكون فيه من الأشياء والأهوال والعظائم، وما يكون في القبر من سؤال الملكين، ونعيم القبر وعذابه، فإن القبر أول منازل الآخرة. ويدخل فيه الإيمان بأشراط الساعة.
(والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خِيْرِهِ وَشَرِّهِ) القدر: هو تقدير الله ما هو كائن إلى يوم القيامة.
ويتضمن أربع مراتب: الأولى: العلم بأن الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فلا يقع شيءٌ إلا بعلمه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
الثانية: الكتابة، أي: أن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ.
الثالثة: المشيئة، فلا يكون شيء إلا بمشيئة الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الرابعة: الخلق، وهو الإيمان بأن الله خلق الخلق وخلق أفعالهم.