جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 10 ديسمبر 2023

(39) أحاديث منتقاة من أحاديث البخاري ومسلم

 

 

                               «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»

عن أبي رقية تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم (55).

علق الذهبي رَحِمَهُ الله على هذا الحديث في «سير أعلام النبلاء» في ترجمة مُحَمَّد بن رُمْحِ بنِ المُهَاجِرِ وقال:

 فَتَأَمَّلْ هَذِهِ الكَلِمَةَ الجَامِعَةَ، وَهِيَ قَوْلُه: «الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ»، فَمَنْ لَمْ يَنْصَحْ للهِ وَلِلأَئِمَّةِ وَلِلعَامَّةِ، كَانَ نَاقِصَ الدِّيْنِ.

وَأَنْتَ لَوْ دُعِيتَ - يَا نَاقِصَ الدِّيْنِ – لَغَضِبْتَ.

 فَقُلْ لِي: مَتَى نَصَحْتَ لِهَؤُلاَءِ؟

كَلَّا وَاللهِ، بَلْ لَيْتَكَ تَسكُتُ، وَلاَ تَنطِقُ، أَوْ لا تُحَسِّنُ لإِمَامِكَ البَاطِلَ، وَتُجَرِّئُهُ عَلَى الظُّلمِ وَتَغُشُّه؛ فَمِنْ أَجلِ ذَلِكَ سَقَطتَ مِنْ عَيْنِهِ، وَمِن أَعْيُنِ المُؤْمِنِيْنَ، فَبِاللهِ قُلْ لِي: مَتَى يُفْلِحُ مَنْ كَانَ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّهُ؟

وَمَتَى يُفْلِحُ مَنْ لَمْ يُرَاقِبْ مَوْلاهُ؟

وَمَتَى يُفْلِحُ مَنْ دَنَا رَحِيْلُهُ، وَانْقَرَضَ جِيْلُهُ، وَسَاءَ فِعْلُهُ وَقِيْلُهُ؟

فَمَا شَاءَ اللهَ كَانَ، وَمَا نَرْجُو صَلاحَ أَهْلِ الزَّمَانِ، لَكِنْ لا نَدَعُ الدُّعَاءَ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَلْطُفَ، وَأَنْ يُصْلِحَنَا، آمِيْن.

ورحِمَ الله الذهبي يقول هذا الكلام قبل قرون: وَمَا نَرْجُو صَلاحَ أَهْلِ الزَّمَانِ..فكيف لورأى أهلَ زمانِنَا وسوء حالهم، وعدم مبالاتهم بدينهم إلا من رحم الله، وقليل ما هم.

اللهم لطفك بالعباد.

وندعو بدعاء نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ».

ونقول: اللهم إنا نعوذ بك مما استعاذ منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.