الإضافة لغة: الإسناد.
وفي الاصطلاح: إسناد اسم إلى غيره على تنزيل الثاني من الأول منزلة تنوينه، أو ما يقوم مقام تنوينه.
قوله: (وَقَد يُجَرُّ الِاسمُ بِالإِضَافَهْ) المجرورات على أقسام: مجرور بحرف الجر، ومجرور بالإضافة، مجرور بالتبعية، وهناك الجر بالمجاورة.
واختلفوا في العامل في المضاف على أقوال:
أحدها: أن الجار للمضاف إليه هو المضاف، وهذا قول سيبويه والجمهور، وصرح به ابن هشام في «أوضح المسالك».
ومستند هذا القول اتصال الضمير بالمضاف، والضمير لا يتصل إلا بعامله.
الثاني: أن العامل حرف جر وهو اللام، وهو قول الزجاج.
الثالث: الإضافة، وهذا قول السهيلي وأبي حيان.
الرابع: أن العامل فيه حرف مقدر ناب عنه المضاف، وهذا قول ابن الباذش.
والإضافة على قسمين:
-إضافة معنوية: ألَّا يكون المضاف صفة، والمضاف إليه معمولًا له.
وسميت إضافة معنوية؛ لإفادتها أمرًا معنويًا، وهو التعريف إن كان المضاف إليه معرفة، والتخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة.
وهذا الإضافة تسمى إضافة محضة؛ لأنها خالصة من تقدير الانفصال.
-إضافة لفظية، وهي: أن يكون المضاف صفة، والمضاف إليه معمولًا لتلك الصفة.
وسميت إضافة لفظية؛ لإفادتها أمرًا لفظيًّا، وهو التخفيف في النطق. والإضافة اللفظية لا تكسب الاسم تعريفًا ولا تخصيصًا.
أقسام الإضافة المعنوية: الإضافة بمعنى «اللام»، والإضافة بمعنى «من». ولم يذكر الحريري الإضافة بمعنى «في»؛ وذلك لأنه قليل.
وضابط الإضافة التي بمعنى «في»: أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف.
وضابط الإضافة التي بمعنى «من»: أن يكون المضاف إليه كلًّا من المضاف، ويصح الإخبار به عنه.
والإضافة التي بمعنى «اللام» ما عدا ذلك، وهي الأكثر. ولا يلزم التصريح باللام.
ألفاظ تلازم الإضافة ولا تفارقها:
(لدن، ولدا) بمعنى: عند.
(سُبحَانَ).
(وَذُو) بمعنى: صاحب.
(وَمِثلُ) الشبيه والنظير.
(وَمَعْ) ومعناه: المُصاحَبةُ. وقد تقطع عن الإضافة وتكون بمعنى جميعًا ، والإعراب حال، مثل: «جاء الزيدان معًا»
(وَعِندَ) ظرف هي مكان، وقد تأتي ظرف زمان.
(وَأُولُو) بمعنى: أصحاب.
(وَكُلُّ) من ألفاظ العموم، وإذا قطعت «كل» عن الإضافة نونت، والتنوين يكون عوض عن اسم محذوف.
أسماء الجهات الست: (فوقُ، وتحت، وَوَرَاء، وأمام، ويَمنَةٌ، ويسرة).
(قبل، وغيرُ، وبعضُ، وسِوَى، قبل، بعد، حسب، أول، دون، علو».
(22-بَابُ «كَم» الخَبَرِيَّةِ)
ذكر الناظم رَحِمَهُ اللهُ «كم» الخبرية في أبواب الإضافة؛ لأن تمييزها يكون مجرورًا بالمضاف.
و«كم» في اللغة العربية: كناية عن عدد مجهول الجنس والمقدار.
و «كم» على قسمين: استفهامية، بمعنى: أي، يستعملها من يسأل عن كمية الشيء.
وخبرية، بمعنى: كثير، ويستعملها من يريد الافتخار والتكثير.
ومن الفوارق بين «كم» الخبرية و«كم» الاستفهامية:
أن كم الاستفهامية لا تفيد التكثير، بخلاف كم الخبرية.
أن كم الاستفهامية ينتظر المتكلمُ جوابًا؛ لأنه مستفهم، بخلاف كم الخبرية؛ لأنه مخبر.
أن تمييز كم الاستفهامية يلزم الإفراد، بخلاف كم الخبرية فقد يكون مفردًا، وقد يكون جمعًا.
تمييز كم الاستفهامية يلزم النصب إلا إذا تقدمه حرفُ جرٍّ فلا يلزم، بخلاف تمييز كم الخبرية فمخفوض دائمًا.
وأيضًا من الفوارق كما في «مغني اللبيب»:
أَن الْكَلَام مَعَ الخبرية مُحْتَمل للتصديق والتكذيب، بِخِلَافِهِ مَعَ الاستفهامية.
أَن الِاسْم الْمُبدل من الخبرية لَا يقْتَرن بِالْهَمْزَةِ، بِخِلَاف الْمُبدل من الاستفهامية، يُقَال فِي الخبرية: «كم عبيد لي خَمْسُونَ بل سِتُّونَ»، وَفِي الاستفهامية: «كم مَالك أعشرون أم ثَلَاثُونَ؟».
فائدة: يشترك «كم» الاستفهامية والخبرية فِي خَمْسَة أُمُور: الاسمية، والإبهام، والافتقار إِلى التَّمْيِيز، وَالْبناء، وَلُزُوم التصدير.