جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 3 يونيو 2019

(20)اختصار الدرس السادس عشر من كتاب الصيام للمجد ابن تيمية



صيام التطوع

صيام التطوع مرغَّب فيه، فلا ينبغي التساهلُ فيه حتى ولو يومًا واحدًا في الشهر.

ومن فوائد صيام التطوع وفضائله:

·     أنه من مكفرات الذنوب. قال البخاري رحمه الله: بَابٌ: الصَّوْمُ كَفَّارَةٌ، ثم أخرج حديث (1895 وهو عند مسلم (4/ص2218) عن حذيفةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالفِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ».

·     أنه يكمل النقص ويجبر الخلل الذي يكون في صيام الفريضة، روى الإمام أحمد في «مسنده» (27/160) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وأن لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ؟ ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».

 فهذا من فضائل نوافل العبادة، وهذا من نعم الله العظيمة على عباده إذ جعل لهم ما يكمل النقص في الفريضة.

·     أنه سببٌ لمحبة الله عز وجل. روى البخاري (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» الحديث.

·     سبب للبعد من النار. روى الإمام مسلم (1153) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». 

·     أن صيام التطوع من العمل بالعلم.

·     زيادة في الأجور والإيمان، فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

·     أنه من المسابقة إلى الخير وإلى جنة الخلد التي هي أعلى مطلب كلِّ مؤمن ومؤمنة. قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)[آل عمران:133]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صيام الست من شوال

عَنْ أَبِي أَيُّوب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ» رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَالنَّسَائِيُّ، وَرَوَاهُ أحمد مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.

وَعَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أيام بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

رغَّب الشرع في صوم رمضان وقيامه،وبعد انتهاء الشهر بعد عيد الفطر حثَّ على صيام ستٍّ من شوال، ليكون العبد دائمًا قريبًا من ربه، مسابقًا إلى مرضاته، جادًّا في الوصول إلى الجنة، ولهذا كلما انقضت عبادة تلتها عبادة أخرى ﴿واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾.

وفي الحديثين من الفوائد:

·     الحث على صيام ست من شوال.

 وقد ذهب إلى استحباب صيام ست من شوال جمهور العلماء.

·     أن صيام رمضان وست من شوال كصيام الدهر. أي صيام سنة كما جاء مفسَّرًا في الرواية الأخرى «كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» فهذا يفسر أن المراد بالدهر عام واحد، وأن الحسنة بعشرة أمثالها، فصيام رمضان كصيام عشرة أشهر، وصيام ست من شوال كصيام شهرين، فهذه اثنا عشر شهرًا.

·     تيسير طرُق الجنة وأبواب الخير لمن ابتغاها.

·     جواز التفريق في صيام هذه الست، لأنه أَطلق ولم يذكر متتابعات.

ويستحب أن تكون متتابعة وأن يكون صيامُها عقب العيد مسارعةً إلى الخير، ولأن للتأخير آفاتٍ فقد يُشْغل، أو يَثقل عليه صيامُها، ولأنها كالراتبة البعدية للصلاة، ولأن عوده إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله.

والممنوع أن يصلها برمضان من غير فطر يوم العيد، فرمضان ليس لأحد أن يتقدمه بصيام يوم أو يومين إلا المعتاد للصيام كما في «الصحيحين» عن أبي هريرة، وليس لأحد أن يصل نهايته بصيام، لا بُدَّ من الفصل.

·     ظاهر الحديث استحباب المداومة على صيام الست في كلِّ عام.

ويدل لذلك ما رواه مسلم (782) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ».

·     استدل بهذا الحديث مَنْ قال: مَن كان عليه قضاء من رمضان يبدأ بالقضاء ثم يصوم الست من شوال، لأن من صام الست قبل القضاء ما يكون قد أكمل رمضان.

كذا قيل.

وذهب بعض أهل العلم وهو ترجيح والدي الشيخ مقبل رحمه الله إلى أنه يجوز أن يبدأَ بالست قبل القضاء لأن وقت القضاء موسَّع، وعائشة رضي الله عنها تقول: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أن أَقْضِيَ إلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، ويُستبعد جدًّا أن عائشة تمر عليها السنة كاملة وما تصوم شيئًا من النوافل، وما تصوم الست من شوال، وهي من المسابقين الصديقين، فيُستبعد هذا.

فمن كان عليه قضاء من رمضان أو لم يصم رمضان لأنه عنده عذر سفر أو امرأة نفاس.. فيجوز له أن يبدأ بصيام الست. وقد ذهب بعض الشافعية إلى استحباب ذلك.

وأما الحديث الذي استدل به مَنْ منع تقديم الست على القضاء وهو «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ» فهذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له.

ولا يختلف أهلُ العلم أن البدء بالقضاء أقدم وأحق، لأن الفريضة مقدمة على النافلة، وأحب إلى الله عز وجل من النافلة، كما في الحديث القدسي: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ» رواه البخاري (6502).

ولأن البدء بالقضاء أسرع إلى براءة الذمة، فقد تأتي أيامٌ وقد انقضى الأجل، أو جاء مرض أو صوارفُ أُخَرُ، فلا يُتَمكَّنُ من القضاء، ولأنه فيه خروجٌ من الخلاف، والله المستعان.

·     أن آخر وقتٍ لصيام الست انقضاء شهر شوال.

·     استدل بهذا الحديث جمهورُ العلماء على استحباب صيام الدهر إذا لم يتضرر بصيامه ولم يفوِّت الحقوق، قالوا: لأن المشبَّه دون المشبَّه به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فضائل صيام ستٍّ من شوال:

·      أن صيام ست من شوال بعد رمضان يستوفي بها صيام سنة، ويُكتب له صيامُ عامٍ واحد، ثلاثمائة وستون يومًا.

·     أنها كراتبة الصلاة البعدية فهي تكمل النقص الذي يحصل في الصيام.

وقد قال ابن رجب في «لطائف المعارف»:أكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال، ولهذا روى أبو داود رحمه الله (2415) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي صُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ، وَقُمْتُهُ كُلَّهُ»، فَلَا أَدْرِي أَكَرِهَ التَّزْكِيَةَ، أَوْ قَالَ: «لَا بُدَّ مِنْ نَوْمَةٍ أَوْ رَقْدَةٍ».

·     أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صيام رمضان، فإذا تقبل الله عمل عبد وفقه لعمل آخر بعده، وكما قال تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)[مريم: 76]. ومن جزاء الحسنة الحسنة بعدها. كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.

·     صيام ست من شوال فيها شكرٌ لله عز وجل فإن صوم رمضان من مكفرات الذنوب لمن صامه إيمانًا واحتسابًا، وهذا من أعظم النعم التي تقابَل بالشكر، قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)[البقرة: 185].

·     أن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيا، وذلك لأن كثيرًا من الناس يفرح بانقضاء شهر رمضان، لاستثقال الصيام وملَلِه وطوله عليه، ومن كان كذلك فلا يكاد يعود إلى الصيام سريعا، فالعائد إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل عودُه على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله ولا تكره به.

هذا مستفاد من كلام ابن رجب في «لطائف المعارف» (ص 220 – 221) مع شيء من التصرف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الثامن من شوال:

إذا صام ستًا من شوال عقِب عيد الفطر سينتهي من صيامها اليوم الثامن.

وبعض العوام يسمِّي اليوم الثامن من شوال عيد الأبرار. وهذا ليس بصحيح إذ ليس لنا أن نشرع لنا عيدًا لم يأذن الله به ولا رسوله.

قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (25/298): وَأَمَّا اتِّخَاذُ مَوْسِمٍ غَيْرِ الْمَوَاسِمِ الشَّرْعِيَّةِ كَبَعْضِ لَيَالِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الَّتِي يُقَالُ: إنَّهَا لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ، أَوْ بَعْضِ لَيَالِيِ رَجَبٍ، أَوْ ثَامِنَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، أَوْ أَوَّلِ جُمْعَةٍ مِنْ رَجَبٍ، أَوْ ثَامِنِ شَوَّالٍ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجُهَّالُ عِيدَ الْأَبْرَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَسْتَحِبَّهَا السَّلَفُ وَلَمْ يَفْعَلُوهَا وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.

وقال الشيخ ابن عثيمين في «الشرح الممتع» (6/465): هذا اليوم الثامن يسميه العامة عيد الأبرار، أي: الذين صاموا ستة أيام من شوال.

ولكن هذا بدعة فهذا اليوم ليس عيداً للأبرار، ولا للفجار.

ثم إن مقتضى قولهم، أن من لم يصم ستة أيام من شوال ليس من الأبرار، وهذا خطأ، فالإنسان إذا أدى فرضه فهذا بَرٌّ بلا شك، وإن كان بعض البر أكمل من بعض. اهـ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكم التشريك بين نية صيام القضاء وصيام ستٍّ من شوال

قال الشيخ ابن باز في  فتاوى نور على الدرب(16/446)في الجواب عن سؤال:هل يجوز للمرأة الجمع بين صيام ستة أيام من شوال وقضاء ما عليها من رمضان في هذه الأيام الستة بنية القضاء والأجر معًا، أم لا بد من القضاء أولاً ثم صيام ستة أيام من شوال؟

ج: نعم، تبدأ بالقضاء، ثم تصوم الست إذا أرادت، الست نافلة، إذا قضت في شوال ما عليها ثم صامت الست في شوال هذا خير عظيم، وأما أن تصوم الست بنية القضاء والست، فلا يظهر لنا أنه يحصل لها الأجرُ في ذلك، الست تحتاج لها نية خاصة في أيام مخصوصة. اهـ



خلاصة المسائل المتقدمة في صيام الست من شوال:

·     استحباب صيام ستٍّ من شوال وهذا قول الجمهور.

·     الرد على من كره صيام ست من شوال.

·     عدَّة نقاط في فضل صيام ست من شوال مقتبسة من لطائف المعارف:

·  أن صيام رمضان وست من شوال يستكمل صيام الدهر.

·  أنها كراتبة الصلاة البعدية فهي تكمل النقص الذي يحصل في الصيام. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.

·  أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صيام رمضان.

·  صيام ست من شوال فيها شكرٌ لله عز وجل.

·  أن العائد إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل عودُه على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله.اهـ

·     جواز التفريق في صيام هذه الست، لأنه أَطلق ولم يذكر متتابعات، والأولى اتصالها بعد عيد الفطر مسارعةً إلى الخير، ولأن للتأخير آفاتٍ.

·     استحباب المداومة على صيام الست في كلِّ عام، وأَحَبُّ العمل إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ.

·     استدل بحديث أبي أيوب مَنْ قال: مَن كان عليه قضاء من رمضان يبدأ بالقضاء ثم يصوم الست من شوال، لأن من صام الست قبل القضاء ما يكون قد أكمل رمضان.

·     بيان أن هذا الحديث لا يدل على ذلك لأنه خرج مخرج الغالب. وقد كانت أم المؤمنين عائشة لا تقضي إلا في شعبان.

·     بيان أن المبادرة بالقضاء أولى، فصيام القضاء أقدم من صيام الست وسائر النوافل، لأنَّ البدء بالقضاء أسرعُ إلى براءة الذمة، فقد تأتي أيامٌ ولا يتمكن من القضاء، ولأنَّ الفرضَ أحبُّ إلى الله من النافلة.

فلهذا نحثُّ على القوة والعزم والاستعانة بالله على صيام القضاء ثم صيام ست من شوال، وهذا لا يقوم به إلا ذو حظٍّ عظيم، إذ أنه صيامٌ عقب شهر الصبر والصيام، فهو زمن تتوق النفس فيه إلى الفطر والأكل والشرب.

·     أن آخر وقت لصيام الست انقضاء شهر شوال.

·     تسمية العوام اليوم الثامن من شوال عيد الأبرار بدعة.

·     فتوى الشيخ ابن باز في عدم الجمع بين نية صوم الست والقضاء، وأن الست تحتاج لها نية خاصة في أيام مخصوصة.