نود نصيحة للأمهات وولاة الأمور بمناسبة قرب العيد، مما يحصل من تقصير كبير في شراء ولبس الملابس القصيرة والشفافة والمقطعة ونحو ذلك؟
جزاكم الله خيرا
الجواب
الفرح بالعيد شعيرة من شعائر الدين؛ فقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُوبَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله فَقَالَ: «دَعْهُمَا»، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا. أخرجه البخاري ومسلم.
قال الحافظ ابن حجر: فيه مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد، بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى.
وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين.
ولكن هذه الفَرْحة والسرور تحتاج إلى شكرٍ لله عَزَّ وَجَل، بلزوم الآداب، وعدم مخالفة الإسلام.
فعلى الأبَوَين الحذر من التساهل في لباس الأولاد، وخاصة الأُم فهي التي تشتري لأولادها الصغار، وتذكَّري قول الله عَزَّ وَجَل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].
يقول والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: علينا أن نحسن التربية من أول الأمر، وأن نتقيَ الله سبحانه وتعالى فيما استرعانا فيه.
أمر مهم أن نُكوِّنَ أُسَرًا مسلمةً مؤمنةً؛ حتى نستريح.
[ش/بر الوالدين لوالدي رحمه الله]
أسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يُصلحَ أولادنا وأولادكم، وأن يجعلهم من الصالحين.
وأسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعل خواتيم هذه العشر الأواخر مباركة علينا وعليكم جميعًا؛ فإن الأعمال بخواتيمِهَا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.