قَولُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾.
قال الحافظ ابن كثير في « تفسيره»: أَي: لَا تَرْحَمُوهُمَا وَتَرْأَفُوا بِهِمَا فِي شَرْعِ اللَّهِ، وَلَيسَ المَنهِيُ عَنهُ الرَّأفَةَ الطَّبِيعِيَّةَ عَلَى إِقَامَةِ الْحَدِّ، وَإِنَّمَا هِيَ الرَّأْفَةُ الَّتِي تَحْمِلُ الْحَاكِمَ عَلَى تَرْكِ الْحَدِّ فَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ. اهـ كلامه رَحِمَهُ الله.
واستفدنا من كلامه رَحِمَهُ الله: أن الرأفة الطبيعية لا حرج فيها أن يجد رقة في قلبه طبيعية، وخاصة إذا وجد الضرب، أو الرجم قد يرقُّ قلبه، ولكن لا تمنعه الرأفة وتحمله على ترك إقامة الحد، أو التخفيف في الجلد ﴿وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾.
وإقامة الحد من رحمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بعباده.
قال شيخ الإسلام في «الاستقامة»(1/440): وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة من رَحْمَة الله بعباده؛ فَإِن الله إِنَّمَا أرسل مُحَمَّدًا رَحْمَة للْعَالمين، وَهُوَ سُبْحَانَهُ أرْحم بعباده من الوالدة بِوَلَدِهَا، لَكِن قد تكون الرَّحْمَة الْمَطْلُوبَة لَا تحصل إِلَّا بِنَوْعٍ من ألم وَشدَّة تلْحق بعض النُّفُوس.
[مقتطف من دروس سورة النور لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]