من نصائحه رَحِمَهُ الله لطالب العلم
قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى في « السير الحثيث»(215) عن أخذ الأجرة على التعليم بغير شرطٍ:
إننا ما نعلم دليلًا يدل على التحريم، لكن الأفضل أن يُعَلِّم لله، وما ضره أن يفعل كما فعل علماؤنا المتقدمون: فمنهم الحداد، ومنهم البزاز، ومنهم البقال،
ومنهم [ذوو] الحرف الشتى، حتى اللبّان، منهم اللبّان، ومنهم الجزار، يحترفون، ثم بعد ذلك أيضًا يجلسون للتعليم.
ولكن في هذا الزمن من أراد أن يحترف ويتعلَّم أو يعلِّم فلا بد أن يقتصد في المعيشة؛ لأننا قد رأينا أناسًا أرادوا أن يجمعوا بين هذا وذاك فشُغلوا؛ لأن الناس قد توسعوا فهو يحتاج إلى أن يشتغل طول وقته، وعسى أن يكفي حاجة بيته، لكن لو اقتصد وبقي على ما كان عليه السلف رضوان الله عليهم لأمكن.
ما ضر طالب العلم أن يأكل له تُميرات في الصباح؟! ويشرب كأسًا حليبًا، ممكن أن يبقى إلى الظهر وهو لا يريد شيئًا، ثم في الظهر يأكل وهكذا.
ثم يعلم الله أن كثرة الأكل -وإلى الله المشتكى قد ألفنا هذا- يورث أمراضًا كثيرة، وكثير من الأمراض لم تكن موجودة في الزمن المتقدم، لكن سبب تخليطات الأكل وتنوعاته، وكذا وكذا؛ تجدون الصَّحايا([1]) تَكُظُّ بالمتعالجين؛ والخارج والداخل وغير ذلك.