جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 29 يوليو 2023

(5) اختصار درس ملحة الإعراب

 


قوله رحمه الله: (بَابُ أَحرُفِ المُضَارَعَةِ)

الباب لغة كما في «سبل السلام»(1/18): مَا يُدْخَلُ وَيُخْرَجُ مِنْهُ.

اصطلاحًا: هو اسم لجملة متناسبة من العلم تحته فصول ومسائل غالبًا.

وقوله رحمه الله: (أَو نُونَ جَمعٍ مُخْبِرٍ) أي: نون المتكلم الواحد المعظم نفسه، أو معه غيره.

وقوله: (فَإِنَّهُ المُضارِعُ المُستَعلِي) أي: المستعلي على أخويه: الفعل الماضي، والأمر.

وهذا بشرط أن تكون هذه الأحرف دالة على معانٍ، فيشترط أن تكون النون: دالة على الجمع أو الواحد المعظم نفسه، والهمزة: للمتكلم، والياء: للغائب المذكر مفردًا، أو مثنى، أو جمعًا، أو لجمع الإناث «يضربن»، والتاء: للمخاطب أو الغائبة.

وخرج بهذا الفعل الذي يكون في أوله أحد هذه الأحرف ولا تدل على هذا المعنى، فإنه يكون فعلًا ماضيًا.

والمضارعة لغة: المشابهة.

وقوله رحمه الله: (وَلَيسَ فِي الأَفعَالِ فِعلٌ يُعرَبُ... سِواهُ والتَّمثِيلُ فِيهِ يَضرِبُ)

(سِواهُ) أي: سوى الفعل المضارع، والأصل في الأفعال البناء، والأصل في الأسماء أنها معربة، وخرج من الأفعال الفعل المضارع، فإنه يكون معربًا إلا إذا اتصل به نون الإناث أو نون التوكيد المباشرة فهنا يبنى؛ لأن هاتين النونين من خواص الدخول على الفعل ولا تدخلان على الأسماء، (والتَّمثِيلُ) المثال: جزئي يُذكر؛ لإيضاح القاعدة.

قال رحمه الله: (وَالأَحرُفُ الأَربَعَةُ المُتَابَعَهْ.. مُسَمَّياتٌ أَحرُفَ المُضَارَعَهْ)

أحرف المضارعة مجموعة في كلمة: «نأيت».

قال رحمه الله: (وَسِمطُهَا الحَاوِي لَهَا نَأَيْتُ.. فَاسمَعْ وَعِ القَولَ كَمَا وَعَيتُ)

 (وَسِمطُهَا) السمط: الخيط الذي ينتظم فيه الخرز، فشبَّه الناظم اجتماع الأحرف المتفرقة باجتماع الخرز المنتظم في خيط.

 (الحَاوِي) أي: الجامع.

(نَأَيْتُ) قال الهرري في «نزهة الألباب»(123): «نأيت» بتقديم النون، أي: بعدت.

ثم ذكر أن التعبير بـ«أنيت» بتقديم الهمزة، أي: أدركت المطلوب أنسب؛ لما فيه من التفاؤل لإدراك المطلوب.

 (فَاسمَعْ وَعِ القَولَ كَمَا وَعَيتُ) هذه الجملة لإتمام البيت، وفيها الحث على حفظ هذه الفائدة.

قوله رحمه الله: (وَضَمُّهَا مِن أَصلِهَا الرُّبَاعِي)

أي: إن كان أصلها الماضي رباعيًّا فإنه يضم أول الفعل المضارع كـ«أكرم يُكرم».

قوله رحمه الله: (ومَا سِواهُ فَهْيَ مِنهُ تُفْتَتَحْ)

وما عدا ذلك يفتح أوله، إذا كان أقل من الأربعة، كـ«ضرب يَضرب»، أو أكثر خماسيًّا، كـ«انطلق يَنطلق»، أو سُداسيًّا، كـ«استخرج يَستخرج».

وقد أتى ببعض الأمثلة، وقال: (مِثَالُهُ يَذهَبُ زَيدٌ وَيَجِي) أول الفعل المضارع مفتوح؛ لأن أصله الفعل الماضي أقل من أربعة: «ذهب يَذهب، جاء يَجيء».

(وَيَستَجِيشُ تَارَةً) هذا ماضيه سداسي «استجاش».

(وَيَلتَجِي) ماضيه خماسي «التجأ».

وقوله: (وَلَا تُبَلْ) أي: لا تبالي افتح أول الفعل المضارع سواء كان ماضيه أقل من الأربعة الأحرف أو أكثر.

قوله رحمه الله:  (بَاب معرفَة الْإِعْرَاب)

الإعراب لغة له عدة معاني، ومنها: الإظهار والإبانة.

واصطلاحًا: تغيير أواخر الكلم؛ لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.

وقوله رحمه الله: (وإنْ تُرِدْ أَن تَعرِفَ الإِعرَابَا.. لتَقتَفِي فِي نُطقِكَ الصَّوَابَا)

هذا فيه أنه بمعرفة الإعراب يستقيم اللسان عن الاعوجاج، وهذا من فوائد تعلم النحو.

قوله رحمه الله: (فَإِنَّهُ بِالرَّفعِ ثُمَّ الجَرِّ.. وَالنَّصبِ وَالجَزمِ جَميعًا يَجرِي)

أنواع الإعراب: الرفع، والنصب، والجر، والجزم.

الرفع لغة: الارتفاع والعلو.

اصطلاحًا: تغييرٌ مخصوصٌ علامته الضمة، وما ناب عنها.

النصب لغة: الاستواء.

اصطلاحًا: تغييرٌ مخصوصٌ علامته الفتحة، وما ناب عنها.

الجر لغة: الخفض.

اصطلاحًا: تغييرٌ مخصوصٌ علامته الكسرة، وما ناب عنها.

الجزم لغة: القطع.

اصطلاحًا: تغييرٌ مخصوصٌ علامته السكون، وما ناب عنها.

قوله رحمه الله: (فَالرَّفعُ وَالنَّصبُ بِلَا مُمَانِعِ.. قَد دَخَلَا فِي الِاسمِ وَالمُضَارِعِ)

(بِلَا مُمَانِعِ) أي: بلا منازع أن الرفع والنصب يدخلان على الاسم والفعل المضارع.

قوله رَحِمَهُ الله: (وَالجَرُّ يَستَأثِرُ بِالأَسمَاءِ) الجر خاص بالدخول بالأسماء.

قوله رحمه الله: (وَالجَزمُ فِي الفِعلِ بِلَا امتِرَاءِ) الجزم خاص بالدخول على الفعل.

(بِلَا امتِرَاءِ) أي: بلا شك.

قوله رحمه الله: (فَالرَّفعُ ضَمُّ آخِرِ الحُرُوفِ)

الإعراب يكون آخر الكلمات ليس أولها ولا وسطها، كما تقدم في تعريف الإعراب.

قوله رحمه الله: (وَالنَّصبُ بِالفَتحِ بِلَا وُقُوفِ) من غير وقوف؛ لأنه إذا وقف فإنه يسكن الحرف الأخير، ففتح آخر الكلمة في حال الوصل لا الوقف.

قوله رحمه الله: (وَالجَرُّ بِالكَسرَةِ لِلتَّبيِينِ) أي: علامة الإعراب جيء بها لبيان المعنى، فلولا الإعراب لاشتبهت المعاني.

قال رحمه الله: (وَالجَزمُ فِي السَّالِمِ بالتَّسكِينِ)

(فِي السَّالِمِ) أخرج المعتل، فالجزم بالسكون يكون في الفعل المضارع الصحيح الآخر، فإن كان معتلًّا فإنه يجزم بحذف حرف العلة.