الشيخ: الرواية والصلاة خلف المبتدع ترفعان شأنه، فماذا يا أخانا؟
الطالب: يصلَّى وراءه، إذا لم يكن هناك إمام أحسن منه يصلَّى وراءه.
الشيخ: وينكِرُ عليه بدعتَه، فما يُظن أنه مقِرٌّ.
والرواية بعضهم يقول: إذا لم توجَدْ عند غيره يُروى؛ من أجل الحرص على الرواية، الحديث لا يفوت، خيرًا إن شاء الله.
[المرجع/ مراجعة تدريب الراوي لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله].
قلت: للفائدة عن مسألة: حكم الصلاة خلف المبتدع، أضيفُ ما يلي:
استفدنا من والدي رَحِمَهُ الله تَعَالَى: إن بلغت به بدعته إلى حد الكفر فهذا لا يصلى خلفه.
وإن لم تبلغ به حد الكفر فالصلاة خلفه صحيحة؛ لحديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ» رواه البخاري(694).
والصلاة خلف السني أفضل إن تيسَّر ذلك؛ لأن الإمامة تشريف كما قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)﴾ [الفرقان:74].
ولأن في الصلاة خلفه تكثيرًا لسواد المبتدعة، وقد يغتر به الناس إذا كان الذي يصلي خلفه من ذوي الفضل فيظنون أنه صالح.
وفي الصلاة خلفه مشاهدة المنكر.
قلت: ولا خلاف بين أهل العلم أن الصلاة خلف السني أفضل، قال صديق حسن خان رَحِمَهُ الله في «الروضة الندية» (1/330): أما كون الصلاة خلف كامل العدالة واسع العلم كثير الورع أفضل وأحب، فلا نزاع في ذلك، إنما النزاع في كون ذلك شرطًا من شروط الجماعة اهـ المراد.
أما الرواية عن المبتدع فلوالدي رَحِمَهُ الله تفصيل إن كانت مكفِّرة فلا يُروى عنه، أو كان من سبَّابة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا لا يُروى عنه ولا كرامة.. الخ كلامه وتفصيله رَحِمَهُ الله في « مراجعة تدريب الراوي»، و « التعليقات الحسان على مقدمة لسان الميزان» قد ننشره في وقتٍ لاحقٍ إن شاء الله تَعَالَى.