الزم ما يرضِي ربَّكَ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى
قال الشافعي: يَا رَبِيعُ، رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ، فَعَلَيْكَ بِمَا يُصْلِحُكَ فَالْزَمْهُ؛ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ إِلَى رِضَاهُمْ.
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء»(9/123) من طريق أَبي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيّ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ...
وأخرجه أيضًا أبو نعيم في «حلية الأولياء»(9/122) من طريق مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وأَبي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيّ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى عن الشافعي، به.
وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زياد النيسابوري الفقيه، كما في ترجمة الربيع بن سليمان المرادي من «تهذيب الكمال»(9/88)، في سياق أثناء من روى عنه. وهو إمام كبير، ترجمته في «سير أعلام النبلاء». والأثر صحيح.
وهذا من الأمثال: رضا الناس غاية لا تُدرَك.
قال أبو هلال العسكري في «جمهرة الأمثال»(493): وَمَعْنَاهُ أَن الرجل لَا يسلم من النَّاس على كل حَال، فَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل مَا يصلحه، وَلَا يلْتَفت إِلَى قَوْلهم.
فهذا واقع الناس إلا من رحم الله، وكما قال الشاعر:
تَعَجَّبْتُ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ... فَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النَّاسِ يَسْلَمُ |
لا صالح ولا طالح، لا أحد يسلم من الناس.
ما سلم الله من بريته |
... |
ولا نبي الهدى فكيف أنا؟! |
فهذا هو واقع الناس ما بين مادح وذام، فعلى الإنسان أن يراقب الله عَزَّ وَجَل، وأن يمضي ما دام على الحق، ولا يبالي.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه. اللهم إنا نعوذ بكَ من مضلات الأهواء والفتن.