جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

(6) من نصائح والدي رحمه الله

الحزبية والمذاهب والتفرُّق

هذه المذاهب أذهبت الدين، وهذه الحزبيات والجماعات الإسلامية شتت شمل المسلمين، وأخشى أن تكون مموَّنة ومغذَّاة من قبل أمريكا؛ من أجل أن تفرق جماعات المسلمين، فأنت مسلم، تتعاون مع كل مسلم، سواء أكنت تعرفه أم لا تعرفه، سواء كان أبيضَ أو أسودَ، سواء كان عربيًّا أم أعجميًّا، مسلم يتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ولنا بعض الأشرطة في هذا، فالشريط لعلنا نرسله مع بعض الإخوة إن شاء الله وهو دعوة المسلمين إلى جمع كلمتهم، فإن المسلمين عند أن تفرقوا، سواءٌ أكان من قبل التفرق من قبل المذاهب أم كان من قبل الجماعات طمع فيهم أعداؤهم، وعند أن كانوا يدًا واحدة، كان أعداؤهم يهابونهم، حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ من مَسِيرَةَ شَهْرٍ».

ونحن الآن المسلمون يخافون من أعداء الإسلام من أبعد مِن مسيرة شهر؛ والسبب في هذا هو تفرقنا، وهو بعدنا عن دين الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبين لنا إذا رأينا اختلافًا ماذا نعمل؟ «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».

ثم أيضًا رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء:59]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى:10]، فأنت إذا دُعيت إلى جماعة من هذه الجماعات، تقول: أنا ما أريد أعتزل بعض المسلمين، أريد أن أكون مع جماعة المسلمين؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول: «وَمَنْ شَذَّ شَذَّ في النّارِ» ويقول: «عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ» أي: جماعة المسلمين، أما أن تعتزل عن جماعة المسلمين، وتظن أنك على الحق، وأن المسلمين على الباطل، لا، ربما في المسلمين من هو أغير على دين الله منه، فسواءٌ أكانت هذه الجماعة جماعة الإخوان المسلمين أم كانت جماعة التبليغ أم غير ذلك؟ أم  جماعة سلفية عبد الرحمن عبد الخالق؟ والسلفية...نحن إن شاء الله سلفيون، لكن السلفية الحزبية نحن نرفضها التي تؤدي إلى حزبية.

فماذا يا إخواننا؟ المهم أنك تعمل لله، وتعمل للإسلام، تُخلص لله عز وجل، وتبتعد عن الحزبيات التي فرَّقت المسلمين، والله المستعان.

[ش/ نصيحتي لمن تاب من المكارمة لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله]