جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

(77) نصائح وفوائد

                  التريُّثُ والحذر من التخبَّطِ في الفتن

قال الله تَعَالَى عن الجهال لما خرج قارون في زينته، قال سبحانه عنهم: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)﴾ [القصص: 79-80].

تمنى الجُهال الدنيا، وكان المآل ما قال أهل العلم، قال الله سُبحَانَهُ: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)﴾ [القصص: 81-83].

 

فنستفيد من هذه القصة:

 أن العوام لا يدركون الفتنة إلا عند نهايتها، حتى إن بعضهم قال وهو الحسن البصري: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهل.

أخرجه ابن سعد في «الطبقات»(7/122)ترجمة الحسن البصري، والأثر صحيح.

 

فالعوام ليس عندهم ميزان، ولا قدرة على المعرفة؛ فيتخبَّطون تخبُّط عشواء.

 

 وهكذا المبتدئون في طلب العلم يتخبَّطون في الفتن، ويتسَرَّعون في الكلام فيها، ويستشرفون لها، ومن استشرف لها تستشرفه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والمعصوم من عصم الله.

 

 وأما أهل العلم بما أعطاهم الله سُبحَانَهُ من العلم والنور والبصيرة والفهم؛ فإنهم يعرفون الفتنة.

 وبعد ذلك يقول العوام: صدق العالم الفلاني قد حذَّرنا من هذه الفتنة، وهذا كفتنة الثورات والانقلابات على الحكام، والانتخابات، والديمقراطية، واستيراد قوانين وضعية لا تحكم بالكتاب والسنة.

وكم عرف كثيرٌ من العوام حقيقة الإخوان المسلمين، وأنهم دعاة شر وفتنة! بسبب خروجهم على الحكام، وأنهم دمَّروا البلاد، وشرَّدوا العباد، وانقلب الرخاء والأمن إلى خوف وجوع، وقتل الأنفس البريئة، وتعطيل المصالح الدينية والدنيوية.