الحسن
الحسن على قسمين:
-حسن لذاته، وهو: ما اتصل إسناده بنقلِ عدلٍ خفيف الضبط عن مثله أو أقوى إلى منتهاه، ولا يكون شاذًا ولا معلًّا.
وكان والدي رَحِمَهُ اللهُ يفيدنا: هو الذي توفرت فيه شروط الحديث الصحيح، إلا أن في بعض رجاله من هو خفيف الضبط.
-الحسن لغيره، هو ما عرَّفه الإمام الترمذي: أَلَّا يَكُونَ فِي إِسْنَادِهِ مِن يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَلَا يَكُونَ حَدِيثًا شَاذًّا، وَيُرْوَى مِن غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
والحسن لغيره معناه: أنه ما قوي إلا بغيره، فلا بد أن يأتي له طريق أخرى تشدُّه.
وقد عرَّف البيقوني رَحِمَهُ الله في «البيقونية» الحسن، وقال:
وَالْحَسَنُ الْمَعْرُوفُ طُرْقًا وَغَدَتْ |
|
رِجَالُهُ لا كَالصَّحِيحِ اشْتَهَرَتْ |
تعريف الحديث الحسن عند الناظم: هو: الحديث المعروف طرقه ولكن رجاله أنزل من رجال الحديث الصحيح.
قاعدة: الحسن في الاحتجاج كالصحيح وهو قول الجمهور. فالحسن حجة، وسواء كان هذا في الأحكام أو في العقائد أو غيرها.
ولفظة (الجمهور) تدل أن هناك من خالف، وقد نُقل هذا عن أبي حاتم الرازي أنه لا يحتج بالحسن، وكلامه محتمل أنه يريد أنه لا يحتج بالحسن، ومحتمل أنه يعني: أن الحسن لا يبلغ في القوة كالصحيح.
تعريف الخطابي للحديث الحسن: (هُوَ مَا عُرِفَ مَخْرَجُهُ وَاشْتُهِرَ رِجَالُهُ، قَالَ: وَعَلَيْهِ مَدَارُ أَكْثَرِ الحَدِيثِ، وَلَا هُوَ الَّذِي يَقْبَلُهُ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَيَسْتَعْمِلُهُ عَامَّةُ الْفُقَهَاءِ).
انتقد ابن كثير قول الخطابي: (هُوَ مَا عُرِفَ مَخْرَجُهُ وَاشْتُهِرَ رِجَالُهُ)، فقال: (فَالحَدِيثُ الصَّحِيحُ كَذَلِكَ، بَل وَالضَعِيفُ)، وزاد والدي رَحِمَهُ اللهُ في «السير الحثيث»(67): بل والموضوع قد يُعْرف مخرجه ويشتهر رجاله. اهـ.
والتعريف لا بد فيه أن يكون جامعًا مانعًا، فقد دخل في هذا التعريف ما ليس منه.
تعريف الترمذي للحسن: (أَلَّا يَكُونَ فِي إِسْنَادِهِ مِن يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَلَا يَكُونَ حَدِيثًا شَاذًّا، وَيُرْوَى مِن غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُ ذَلِكَ) هذا تعريف الحسن لغيره.
تنبيه: لا يلزم من ورود الحديث من طرق أن يكون الحديث حسنًا؛ لِأَنَّ الضَّعْفَ يَتَفَاوَتُ، فَمِنْهُ مَا لَا يَزُولُ فِي الْمُتَابَعَاتِ، وَمِنْهُ ضَعفٌ يَزُولُ بِالْمُتَابَعَةِ.
تعريف ابن الجوزي للحسن: (الحَدِيثُ الَّذِي فِيهِ ضَعْفٌ قَرِيبٌ مُحْتَمَلٌ)
تعريف ابن الصلاح للحسن يقاربُ ما تقدم في تقسيم الحديث الحسن إلى قسمين.