جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 23 أكتوبر 2022

(45) اللغة العربية

 

تسأل إحدى أخواتي في الله: هل عرفتِ طريقةَ والدك الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله في تعويد وتغيير أهل القرية من لغتهم إلى اللغة الفصيحة؟

هذا قبل كلِّ شيء راجع إلى اهتمام الشخص نفسه.

ولكن أعلم من طريقة والدي؛ -لأنه كان يهتم بالنحو كثيرًا- أنه كان يُحفِّزُ على النطق باللغة العربية، بذكر فضائلها:

-كقول الشافعي رحمه الله: أَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ جِنُّ الإِنْسِ، يُبْصِرُونَ مَا لا يُبْصِرُ غَيْرُهُمْ. رواه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه(112).

وقد استفدت من والدي رحمه الله الآتي في شرح هذا الأثر: يعني أنهم غواصون في المعاني يستخرجون من الدليل ما لا يبصر غيرهم ذلك الاستنباط.

-ومن تحفيزاته أنه كان يقول: من يلتزمُ منَّا ألَّا يتكلم إلا باللغة العربية.

-أنه كان يقول لبعض طلبة العلم: من يقوم ربع ساعة ويتكلم بنصيحة ولا يلحن فيها؛ وذلك لتمرينهم وتشجيعهم على النطق باللغة العربية. ومرَّةً قام أحدهم، ولكنه لم يلتزمْ، كانَ  يقف ويُسَكِّن الحرفَ الأخير، وهذا لا ينفع؛ لأنَّ المقامَ نطقٌ باللغة العربية، وأواخر الكلمات هي التي يظهر منها العربي من غيره.

 فلا بُدَّ أن ينصبَ الكلمةَ المنصوبَ آخرُها، ويرفع الكلمة المرفوعَ آخرُها ..إلخ.

-كان يعيب مَن يتكلم بلسانٍ معوَجٍّ من طلبة العلم، ويبقى متابعًا له يا أخانا هل بدأتَ تدرس النحو؟

وهذا يؤثِّر على الطالب، ويشجعه على الاهتمام بالنحو.

-لا تكنْ يا طالبَ العلم مثلَ شيعةِ صعدةَ، يدرس أحدهم النحوَ ويتقنه، ولم ينتفع  به، لا تكاد تفرِّقُ بين كلامه و كلام العامِّي.

-كان بعضُ مرافقيه لحَّانًا، فأمره والدي أن يقرأَ عليه «التحفة السنية» كلَّ يومٍ شيئًا، وما أشكلَ عليه يسألُ عنه.

-مجالسة العوام يسببُ اعوجاجَ الألسنة.