«كم» في العربية: كناية عن عدد مجهول الجنس والمقدار.
وهي على قسمين: استفهامية، بمعنى: أي، يستعملها من يسأل عن كمية الشيء.
وخبرية، بمعنى: كثير، ويستعملها من يريد الافتخار والتكثير.
وتمييز «كم» الخبرية مجرور دائمًا، وتارة يكون مجموعًا كتمييز الثلاثة إلى التسعة، وتارة يكون مفردًا كتمييز المائة.
وأما تمييز «كم» فإن كانت «كم» استفهامية فتمييزها يلزم النصب والإفراد.
كم الاستفهامية إذا سبقها حرفُ جَرٍّ، ففي مميزِها وجهان:
النصب، وَهُوَ الْكثير، والجر خلافًا لبَعْضهِم، والجر فبـ «مِنْ» مضمرة وجوبًا، أو بالإضافة.
وابن هشام يرى أن الجر بـ «مِنْ» مضمرة، لا بالإضافة.
فائدة: يشترك كم الاستفهامية والخبرية فِي خَمْسَة أُمُور: الاسمية، والإبهام، والافتقار إِلى التَّمْيِيز، وَالْبناء، وَلُزُوم التصدير.
ويفترقان في حالات، منها:
-أن كم الاستفهامية لا تفيد التكثير، بخلاف كم الخبرية.
-أن كم الاستفهامية ينتظر المتكلمُ جوابًا؛ لأنه مستفهم، بخلاف كم الخبرية؛ لأنه مخبر.
-أن تمييز كم الاستفهامية يلزم الإفراد، بخلاف كم الخبرية فقد يكون مفردًا، وقد يكون جمعًا، والإفراد أكثر وأبلغ.
-تمييز كم الاستفهامية يلزم النصب إلا إذا تقدمه حرفُ جرٍّ فلا يلزم، بخلاف تمييز كم الخبرية فمخفوض دائمًا.
-أَن الْكَلَام مَعَ الخبرية مُحْتَمل للتصديق والتكذيب، بِخِلَافِهِ مَعَ الاستفهامية.
-أَن الِاسْم الْمُبدل من الخبرية لَا يقْتَرن بِالْهَمْزَةِ، بِخِلَاف الْمُبدل من الاستفهامية، يُقَال فِي الخبرية: «كم عبيد لي خَمْسُونَ بل سِتُّونَ»، وَفِي الاستفهامية: «كم مَالك أعشرون أم ثَلَاثُونَ؟».