جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 29 سبتمبر 2022

(40) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(40) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

◆◇◆◇◆◇

المفعول فيه، ويقال له: الظرف، والظرف لغة: الوعاء.

واصطلاحًا: كُلُّ اسْمِ زَمَانٍ أَو مَكَانٍ سُلِّطَ عَلَيْهِ عَامِلٌ عَلَى مَعنَى «فِي».

(عَلَى مَعنَى «فِي») خرج بقية المفاعيل؛ فإنَّ تسلُّطَ العامل عليها ليس على معنى «في».

ــــــــــــــــــــ

أمثِلَةٌ  هل هي من بَابِ المَفعُولِ فِيهِ؟

قوله تَعَالَى: ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) ﴾، وقوله تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ ينبه ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ أنهما ليستا من الظروف، وقد علل لهذا، وقال: (فَإِنَّهُمَا وَإِن كَانَا زَمَانًا وَمَكَانًا لَكِنَّهُمَا لَيسَا عَلَى مَعنَى «فِي»، وَإِنَّمَا المُرَادُ أَنَّهُم يَخَافُونَ نَفسَ اليَوْمِ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعلَمُ نَفسَ المَكَانِ المُسْتَحِقِ لِوَضعِ الرِّسَالَةِ فِيهِ).

وذهب بعضهم إلى أن «حيث» في هذا المثال ظرف مكان، وَأن مَا قَالَهُ بعضهم: إنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى السِّعَةِ أَوْ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى غَيْرِ السِّعَةِ تَأْبَاهُ قَوَاعِدُ النَّحْوِ؛ لأن النحاة نصوا أن «حيث» من الظروف التي لا تتصرف.

وابن هشام رَحِمَهُ اللهُ يرى أن «حيث» مفعول به، والعامل في «حيث» عامل مقدر دل عليه «أعلم»، ولم يكن العامل «أعلم»؛ لأن «أعلم» اسم تفضيل، واسم التفضيل لا ينصب المفعول به إجماعًا.

المثال الثالث قوله تَعَالَى: ﴿ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴾ هذا ليس من الظرف، وعلل لذلك ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ؛ لأنه وإن كان بمعنى «في» لكنه مصدر وليس زمانًا ولا مكانًا، فـ«أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جرٍّ محذوفٍ، أي: في نكاحهن.

ــــــــــــــــــــ

هَل أَسمَاءُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ تَقبَلُ النَّصبَ عَلَى الظَّرفِيَّةِ؟

أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية، معرفة كانت مثل: «صمت اليوم»، أو نكرة مثل: «صمت يومًا»، أو كانت مختصة أو مبهمة أو معدودة.

المختص: مَا يَقَعُ جَوَابًا لِـ«مَتَى» نحو: متى صمت؟ يوم الخميس.

المعدود: مَا يَقَعُ جَوَابًا لِـ«كَم» كَـ«الأُسبُوعِ، وَالشَّهرِ، وَالحَولِ»، نحو: «كم بقيت مسافرًا؟ أسبوعًا».

المبهم: مَا لَا يَقَعُ جَوَابًا لِشَيْءٍ مِنْهُمَا، كَـ«الحِينِ، وَالوَقْتِ، الساعة».

ـــــــــــــــــــــ

ظرف المكان على قسمين:

مختص: وهو ما له صورة وحدود محصورة، مثل: البيت، والمسجد.

المبهم: ما ليس له صورة ولا حدود محصورة، كالجهات الست.

المُبهَمُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

أَحَدُهَا: أَسمَاءُ الجِهَاتِ السِّتِّ، وَهِيَ: «الفَوقُ، وَالتَّحتُ، وَالأَعلَى، وَالأَسفَلُ، وَاليَمِينُ، وَالشِّمَالُ، وَذَاتُ اليَمِينِ، وَذَاتُ الشِّمَالِ، وَالوَرَاءُ، وَالأَمَامُ».

يلحق بأسماء الجهات الست ما أشبهها في الإبهام كالأرض، ومكان، وعند، ولدى، ودون، وسوى، ووسط، وناحية، وجهة، وجانب.

فائدة: «عند» قد ترد بمعنى الزمان كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» رواه البخاري (1283ومسلم (926).

و«عند» لا تقع إلا منصوبة على الظرفية أو مخفوضة بـ«من». وأما قول العامة: «ذهبت إلى عنده» فهذا لحن ذكره ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ في شرح «بانت سعاد»، ونقله عنه الشيخ الأهدل رَحِمَهُ اللهُ في «الكواكب الدرية»(2/81).

الثَّانِي: أَسمَاءُ مَقَادِيرِ المَسَاحَاتِ، كَـ«الفَرسَخِ، وَالمِيلِ، وَالبَرِيدِ».

الثَّالِثُ: مَا كَانَ مَصُوغًا مِن مَصدَرِ عَامِلِهِ، أي: مشتقًّا، وهذا ينصب على الظرفية المكانية.

أما إذا لم يكن مشتقًّا من مصدر عامله فيجب جره بحرف الجر، ولا يجوز نصبه على الظرفية المكانية، نحو: «جلست في مرمى زيد»، ولا يجوز «جلست مرمى زيد»؛ لأنه لم يشتق من مصدر عامله.

هذه ثلاثة أنواع وما عداها من أسماء المكان لا يجوز انتصابه على الظرفية، فلا يُقال: «جلست البيت»، ولا «صليت المسجد»، ولا «قمت الطريق»، ولكن يُجر بـ«في».