جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

(133)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

أفعال الله سُبحَانَهُ كلها خير

هذا من مسائل العقيدة، قدَرُ الله الذي هو فعل الله كله خير، كما في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ» رواه مسلم (771) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لكن المقضي والمقدَّر فيه الخير والشر، «وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه مسلم (8) عن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكما قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «النونية»:

هو كله حق وعدل ذو رضى

۞۞۞

والشأن في المقضي كل الشان

والمقضي الذي قدره الله على أقسام:

ما يجب الرضا به، وهو: حكم الله الشرعي الديني من الأوامر والنواهي.

وما لا يجوز الرضا به، وهو: المعاصي والكفر والفجور.

وما يستحب الرضا به، وهو: الصبر على المكاره والآلام والأمراض والأحزان.

وأما القدر الذي هو فعل الله سُبحَانَهُ فيجب الرضا به، وما قدر الله سُبحَانَهُ المعاصي والشقاء والضلال إلا لحكمة عظيمة، وما قدر الأمراض والابتلاءات والفقر والقتال إلا لحكمة عظيمة، فكل أفعال الله حكم ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) ﴾ [القصص: 68].

قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى»(8/79): وَهُوَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّهُ وَمَلِيكُهُ، وَلَهُ فِيمَا خَلَقَهُ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ وَنِعْمَةٌ سَابِغَةٌ وَرَحْمَةٌ عَامَّةٌ وَخَاصَّةٌ، وَهُوَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، لَا لِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَقَهْرِهِ، بَلْ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ.

وقد عرف الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ المقدور في «القول المفيد»(2/371): الذي وقع بتقدير الله. اهـ.

وفعل المخلوق يقع بقدر الله سبحانه، وما كان منه موافقًا لرضا الله سبحانه ومحبته له فيجب الرضا به ومحبته، قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) ﴾ [الأحزاب: 65]. وما كان يبغضه فهذا يجب بغضه.

والمخلوقات والمفعولات هي التي ينسب إليها الشر، قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ﴾ [الروم: 41].