بسم الله الرحمن الرحيم
◆◇◆◇◆◇
حكم تابع المنادى
-إذا كان المنادى مبنيًّا وتابعه نعتًا أو توكيدًا أو عطف بيان أو عطف نسق مقرونًا بالألف واللام، وكان التابع مفردًا، فيجوز الرفع؛ مراعاة للفظ المنادى، ويجوز النصب؛ مراعاة لمحله، فإن محله النصب، نحو: يا زيد الكريمُ والكريمَ.
-إذا كان المنادى مبنيًّا والتابع مضافًا مقرونًا بـ«أل»، كذلك يجوز فيه الوجهان، قال الفاكهي رَحِمَهُ اللهُ في «مجيب الندى إلى شرح قطر الندى»(2/106): وإنما أُلحق المضاف المقرون بـ«أل» بالتابع المفرد في جواز الوجهين؛ لأن الإضافة غير محضة فلم يعتد بها. اهـ.
الإضافة على قسمين: إضافة معنوية محضة تفيد التعريف أو التخصيص، وإضافة لفظية غير محضة تفيد التخفيف في اللفظ.
-إذا كان المنادى مبنيًّا والتابع مضافًا مجردًا من «أل» فيه وجه واحد وهو النصب على المحل.
وعلل لذلك الفاكهي رَحِمَهُ اللهُ في «مجيب الندى إلى شرح قطر الندى»(2/106)، وقال: وإنما لم يجز رفعه؛ لئلا يفضل الفرع الأصل. اهـ.
لأن الأصل وهو المنادى المتبوع منصوب المحل، فلو جاز في التابع الرفع فيكون قد علا على المتبوع، هكذا ذُكِر، والله أعلم.
-إذا كان التابع نعتًا لـ«أي» فيجب رفعه.
-إذا كان المنادى معربًا والتابع بدلًا أو عطف نسق بغير الألف واللام فإنه يعطى ما يستحقه لو كان منادى.
-إذا كان المنادى معربًا وتابعه نعتًا أو توكيدًا أو بيانًا أو عطف نسق بالألف واللام فإنه ينصب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما على الضم فيه أربعة أوجه: منادى سقط منه حرف النداء، أو عطف بيان، أو مفعولًا بتقدير أعني، أو بدل.
والثاني: الفتح؛ وذلك على أن الأصل: «يَا زَيدَ اليَعمَلَاتِ زَيدَ اليَعمَلَاتِ».
ثم اختلفوا هل حذف «اليعملات» من «زيد» الثاني أو من الأول:
فسيبويه يقول: (حَذَفَ «اليَعمَلَاتِ» مِنَ الثَّانِي؛ لِدَلَالَةِ الأَوَّلِ عَلَيْهِ، وَأَقحَمَ «زَيدَ» بَينَ المُضَافِ وَالمُضَافِ إِلَيْهِ).
وقد رده ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ؛ لأن هذا فيه الفصل بين المتضايفين، وهما كالكلمة الواحدة، ولا يقع الفصل بين المتضايفين إلا نادر أو في ضرورة الشعر.
قول المبرد: (حَذَفَ
«اليَعمَلَاتِ» مِنَ الأَوَّلِ؛ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ) هذا أيضًا
رُد؛ لأنه فيه الحذف من الأول لدلالة الثاني
عليه، وهو قليل، والكثير
حذف الثاني لدلالة الأول عليه.