جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 10 أغسطس 2022

(4) اختصار درس التفسير

 

 [سورة المؤمنون (23) : آية 17]

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (17)﴾

قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ﴾ قال مجاهد: يعني: السموات السَّبْعَ، كقوله تعالى: : ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾[الْإِسْرَاءِ: 44]، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقًا﴾[نُوحٍ: 15]، ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطَّلَاقِ: 12].

﴿سَبْعَ طَرائِقَ﴾ قال ابن جرير في «تفسيره»(19/ 20): وإنما قيل للسموات السبع: سبع طرائق؛ لأن بعضهنّ فوق بعض، فكلّ سماء منهنّ طريقة. اهـ.

 في هذه الآية ذكر سُبحَانَهُ خلق السموات، وقد ذكر قبل ذلك خلق الإنسان، والله عَزَّ وَجَل كثيرًا ما يقرن ذكر خلق الإنسان  مع خلق السموات والأرض، وإذا أقروا بأن الله عز وجل  خالق السموات والأرض مع عظم خلقهما وأنه خلق جميع الخلق فيلزمهم أن يُقِرُّوا أن الله قادر على إحيائهم ونشرهم من قبورهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) ﴾[الأحقاف:33 ]، والسموات خلق عظيم من مخلوقات الله؛ فلهذا الله عز وجل يذكرها مستدلًّا بها على قدرته التامة، قال سُبحَانَهُ:﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) ﴾[النازعات].

وقوله: ﴿وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)﴾ فيه دليل على علم الله عز وجل الشامل.

وكثيرًا ما يقرن تعالى بين خلقه وعلمه كقوله: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، ﴿بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ﴾ لأن خلق المخلوقات، من أقوى الأدلة العقلية، على علم خالقها وحكمته. كما قال السعدي في «تفسيره».

ونستفيد من الآية: مراقبة الله؛ لأن الله مطلع على خلقه، ومراقبة الله تكون في السر والعلن، والذي يطلع على العباد هو رب العباد سبحانه، يعلم السر وأخفى، فالإنسان يراقب الله في جميع أحواله.

فائدة:هناك عبارة جميلة لابن القيم في عموم علم الله وإحاطته، قال رَحِمَهُ اللهُ في «هداية الحيارى» (2 / 523): يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 18 الى 20]

﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً بِقَدَرٍ﴾ إلى قوله: ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) ﴾

قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً بِقَدَرٍ﴾أي: لا كثيرًا فيفسد الأرض، ولا قليلًا فينقص عن قدر حاجتها، وهذا كما قال الله تَعَالَى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) ﴾ [الحجر:21].

ومن رحمة الله أن الأراضي التي لا تحتمل هطول الأمطار يسوق الله عَزَّ وَجَل الماء إليها من بلدان أخرى كأرض مصر، فإن أرضهم سباخ يغلب عليها الرمال؛ فلا تحتمل نزول الأمطار، فسبحان الله الذي سخر لهم ماء النيل يأتي من الحبشة، وينتفعون بمائه في شرابهم وطعامهم وسقيهم لمواشيهم ومزارعهم، فسبحان الله اللطيف الخبير، ذلك تقدير العزيز العليم.

وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ قال الحافظ ابن كثير: أَيْ: جَعَلَنَا الْمَاءَ إِذَا نَزَلَ مِنَ السَّحَابِ يَخْلُدُ فِي الْأَرْضِ، وَجَعَلَنَا فِي الْأَرْضِ قَابِلِيَّةً لَهُ تَشْرَبُهُ وَيَتَغَذَّى بِهِ مَا فِيهَا مِنَ الْحَبِّ وَالنَّوَى.

وَقَوْلُهُ: ﴿وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ﴾ قال الحافظ ابن كثير: أَيْ: لَوْ شئنا ألا تُمْطِرَ لَفَعَلْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَصَرَفْنَاهُ عَنْكُمْ إِلَى السباخ والبراري وَالْقِفَارِ لَفَعَلْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَجَعَلْنَاهُ أُجَاجًا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ لِشُرْبٍ وَلَا لِسَقْيٍ لَفَعَلْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَجَعَلْنَاهُ لَا يَنْزِلُ فِي الْأَرْضِ بَلْ يَنْجَرُّ عَلَى وَجْهِهَا لَفَعَلْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَجَعَلْنَاهُ إِذَا نَزَلَ فِيهَا يَغُورُ إِلَى مَدًى لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِ وَلَا تَنْتَفِعُونَ بِهِ لَفَعَلْنَا، وَلَكِنْ بِلُطْفِهِ وَرَحْمَتِهِ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمُ الْمَاءَ مِنَ السَّحَابِ عَذْبًا فُرَاتًا زُلَالًا، فَيُسْكِنُهُ فِي الْأَرْضِ وَيَسْلُكُهُ ينابيع في الأرض، فيفتح العيون والأنهار ويسقي بِهِ الزُّرُوعَ وَالثِّمَارَ، وَتَشْرَبُونَ مِنْهُ وَدَوَابُّكُمْ وَأَنْعَامُكُمْ، وتغتسلون منه وتتطهرون منه وَتَتَنَظَّفُونَ، فَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ﴾ أي: أخرج بالماء الذي أنزله الله من السماء.

قوله: ﴿جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ﴾ قال ابن كثير: أي: بساتين وحدائق ذات بهجة، أي: منظرها حسن.

وَقَوْلُهُ: ﴿مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ﴾ الله عَزَّ وَجَل ذكر النخيل والأعناب دون غيرها من الفواكه؛ لأن هذا كان ثمار أهل الحجاز.

وقال البغوي في « تفسيره » (5 /414): وَخُصَّ النَّخِيلُ وَالْأَعْنَابُ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّهَا أَكْثَرُ فَوَاكِهِ الْعَرَبِ.

وذكر القرطبي في «تفسيره» (12/ 113) أيضًا: وَلِأَنَّهَا أَيْضًا أَشْرَفُ الثِّمَارِ، فَذَكَرَهَا تَشْرِيفًا لَهَا وَتَنْبِيهًا عَلَيْهَا.

وَقَوْلُهُ: ﴿لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ﴾ قال ابن كثير: أَيْ: مِنْ جَمِيعِ الثِّمَارِ.

وَقَوْلُهُ: ﴿وَمِنْها تَأْكُلُونَ﴾ قال ابن كثير: كَأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى شَيْءٍ مُقَدَّرٍ تَقْدِيرُهُ تَنْظُرُونَ إِلَى حُسْنِهِ وَنُضْجِهِ وَمِنْهُ تأكلون.

وَقَوْلُهُ: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ﴾ أي: وأنشأنا لكم أيضًا شجرة.

وقوله:﴿وَشَجَرَةً﴾ هي شجرة الزيتونة.

﴿مِنْ طُورِ سَيْناءَ﴾ وَالطُّورُ هُوَ جَبَلٌ في الشام في فلسطين. وقال الحافظ ابن كثير: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا يُسَمَّى طُورًا إِذَا كَانَ فِيهِ شَجَرٌ، فَإِنْ عَرِيَ عَنْهَا سُمِّيَ جَبَلًا لَا طُورًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ. على هذا الطور: جبل ذو شجر، وقال بعض المفسرين ﴿ سَيْناءَ﴾  أي: مبارك، وقال بعضهم: حسن.

ونقل القرطبي في «تفسيره»(12/115)عن الجمهور: هُوَ اسْمُ الْجَبَلِ، كَمَا تَقُولُ: جَبَلُ أُحُدٍ.

وَقَوْلُهُ: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ فيه قولان:

القول الأول: أن الباء زائدة، والتقدير: تنبت الدهن.

القول الثاني: أن تنبت ضمن معنى فعل آخر، أي: تخرج بالدهن، أو تأتي بالدهن.

قوله:﴿وَصِبْغٍ﴾ قال الحافظ ابن كثير: أَيْ أُدْمٍ، قَالَهُ قَتَادَةُ، لِلْآكِلِينَ أَيْ: فِيهَا مَا يَنْتَفِعُ بِهِ مِنَ الدُّهْنِ وَالِاصْطِبَاغِ.

قال البغوي في تفسير هذه الآية (5 /414):  ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ الصِّبْغُ وَالصِّبَّاغُ: الْإِدَامُ الَّذِي يُلَوِّنُ الْخُبْزَ إِذَا غُمِسَ فِيهِ وَيَنْصَبِغُ، وَالْإِدَامُ كُلُّ مَا يُؤْكَلُ مَعَ الْخُبْزِ، سَوَاءٌ يَنْصَبِغُ بِهِ الْخُبْزُ أَوْ لَا يَنْصَبِغُ. اهـ.  

على هذا يكون الإدام أعم من الصبغ، فكل صبغ إدام ولا عكس.

وقد ذكر الشوكاني في «فتح القدير»( 3/ 566) سبب تخصيص هذه الشجرة بالذكر، فقال: وَخُصَّتْ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَعَاهَدُهَا أَحَدٌ بِالسَّقْيِ، وَهِيَ الَّتِي يَخْرُجُ الدُّهْنُ مِنْهَا، فَذَكَرَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ؛ امْتِنَانًا مِنْهُ عَلَى عِبَادِهِ بِهَا، وَلِأَنَّهَا أَكْرَمُ الشَّجَرِ، وَأَعَمُّهَا نَفْعًا، وَأَكْثَرُهَا بَرَكَةً . اهـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[سورة المؤمنون (23) : الآيات 20-21]

قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)﴾

قوله: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ ﴾ المراد: الإبل والبقر والضأن.

قوله: ﴿ لَعِبْرَةً ﴾ أي: عظة.

قوله: ﴿نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ قال ابن كثير: يَذْكُرُ تَعَالَى مَا جَعَلَ لِخَلْقِهِ فِي الْأَنْعَامِ مِنَ الْمَنَافِعِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَشْرَبُونَ مِنْ ألْبَانِهَا الْخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ، وَيَأْكُلُونَ مِنْ حُمْلَانِهَا وَيَلْبَسُونَ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَيَرْكَبُونَ ظُهُورَهَا، وُيُحَمِّلُونَهَا الْأَحْمَالَ الثِّقَالَ إِلَى الْبِلَادِ النَّائِيَةِ عَنْهُمْ.

و(حُمْلَانِهَا) جمع حمل، والحمل كما في «المعجم الوسيط» (1 / 199 ): الصَّغِير من الضَّأْن.

نستفيد: امتنان الله عز وجل على عباده الذي سخر لنا هذه النِّعم العظيمة، فالله سبحانه يمتن على عباده ويذكرهم بنعمه وآلائه؛ ليشكروه ﴿ فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾[الواقعة] أي: هلا تشكرون.

وفي أواخر هذه الآيات: يذكِّر سبحانه بنعمة الأنعام، وأن الله جعل فيها منافع عظيمة؛ سخرها سُبحَانَهُ للانتفاع بشرب ألبانها كما قال تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) ﴾ [النحل]. و أكل لحومها والانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها، كما قال تعالى ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) ﴾ [النحل:80 ].

 قال «الزجاج في معاني القرآن وإعرابه» (3 / 215):  الأوبار للِإبل، والأصواف للضأنِ، والأشعار للمعزِ. والأثَاثُ متاعُ البيتِ.    

وهذا دال على كمال قدرة الله سبحانه، فلولا تسخير الله لهذه الأنعام وخاصة الإبل والبقر ما انتفع بها؛ لقوتها. وكم من رجل وكم من امرأة يكون موتهما بسبب توحش بعض بهيمة الأنعام ينطحه بقرونه أو يركضه برجله أو غير ذلك فيكون موته بسببه؛ ولهذا الله سُبحَانَهُ يقول: ﴿ وَذَلَّلْناها لَهُمْ ﴾ فلولا أن الله ذللها وسخرها ما انتُفع بها.

وقوله: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)﴾  فالإبل تحمل الناس برًّا، والفلك: وهي السفن تحمل الناس بحرًا.

قال الشوكاني في «فتح القدير» (3/ 567): ثُمَّ لَمَّا كَانَتِ الْأَنْعَامُ هِيَ غَالِبَ مَا يَكُونُ الرُّكُوبُ عَلَيْهِ فِي الْبَرِّ ضَمَّ إِلَيْهَا مَا يَكُونُ الرُّكُوبُ عليه في البحر، فقال:﴿عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾؛ تَتْمِيمًا لِلنِّعْمَةِ وَتَكْمِيلًا لِلْمِنَّةِ.

وفي زمننا هذا أيضًا السفر جوًّا على الطائرات، وفي البر أيضًا السيارات، وهذا كما قال سبحانه: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ﴾[النحل:8]، والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ