بسم الله الرحمن الرحيم
◆◇◆◇◆◇المفاعيل خمسة على الصحيح، وهي: المفعول به، المفعول المطلق، المفعول فيه، المفعول له، المفعول معه.
والمفعول منصوب أبدًا، كما أن الفاعل مرفوع أبدًا وخصُّوا الفاعلَ بالرفع، والمفعولَ بالنصب؛ ليكون ذلك عَدْلًا في الكلام، فيكونَ ثقلُ الرفع موازِيًا لقلّةِ الفاعل، وخِفةُ النصب موازِية لكثرةِ المفعول. وأيضًا لِيَقِل في كلامهم ما يستثقلون، وهو الضمّة.
والمفعول به على قسمين: ظاهر، ومضمر.
والمضمر على قسمين: متصل، ومنفصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفعول به: ما وقع عليه فعل الفاعل.
إشكال يَرِدُ على تعريف المفعول به، قولك: «مَا ضَرَبتُ زَيدًا» والجواب: (بِأَنَّ المُرَادَ بِالوُقُوعِ إِنَّمَا هُوَ تَعَلُّقُهُ بِمَا لَا يُعقَلُ إِلَّا بِهِ) فلا تفهَم الجملة إلا بذكر المفعول به. قال الفاكهي في «الفواكه الجنية»(161): وليس المراد بوقوع الفعل الوقوع الحسي، كما في هذَينِ المثالين: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾[البقرة:189]، ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾[البقرة:3]، بل الوقوع المعنوي، وهو تعلُّقُ فعل الفاعل بشيءٍ من غيرِ واسطة حرف جرٍّ، بحيثُ لا يُعقَلُ الفعلُ بدون تعقُّلِ ذلكَ الشيء، سواء نُسِبَ إليه الفعل بطريقِ الإثبات كما مُثِّلَ، أو بطريق النفي، نحو: «لم أضربْ زيدًا». اهـ.
فالضرب لا يتحقق بدون مضروب، والتقوى لا تتحقق بدون مَن يُتقَى، والإقامة لا تتحقق بدون شيءٍ يُقام. يراجع «الكواكب الدرية»(2/9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المنادى لغة: المطلوب إقباله مطلقًا.
واصطلاحًا: المطلوب إقباله بـ«يا» أو إحدى أخواتها.
حروف النداء: «يا، أي، وا، أيا، هيا، أ، وا للندبة».
من المفعول به المنادى، وَذَلِكَ لِأَنَّ قَوْلَكَ: «يَا عَبدَ اللهِ»، أَصلُهُ: أَدعُو عَبدَ اللهِ، فَحُذِفَ الْفِعْلُ، وَأُنِيبَ «يَا» عَنهُ، وحذف الفعل هنا للوجوب.
المنادى على قسمين: معرب، ومبني.
والمنادى المعرب في ثلاثة أشياء: المضاف، الشبيه بالمضاف، النكرة غير المقصودة.
والمبني في شيئين: المفرد العلم، والنكرة المقصودة.
إذًا أقسام المنادى: المفرد العلم، والنكرة المقصودة، والنكرة غير المقصودة، والمضاف، والشبيه بالمضاف.
تعريف الشبيه بالمضاف: مَا اتَّصَلَ بِهِ شَيْءٌ مِن تَمَامِ مَعْنَاهُ.
ومعنى: (مِن تَمَامِ مَعْنَاهُ) إما بعملٍ أو عطفٍ قبل النداء، نحو: «ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ» اسم رجل قبل النداء فهذا شبيهٌ بالمضاف؛ لطوله بالعطف.
وقَيْدُ (قَبْلَ النِّدَاءِ) احتراز عمَّا إذا وُجِدَ حال النداء، فإنه لا يكون شبيهًا بالمضاف؛ لأنه منفصلٌ عنه.
تعريف النكرة غير المقصودة: هي التي لا يُقْصَد بها واحد معين.
تعريف المفرد في باب «لا» النافية للجنس والمنادى: ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف.
-المنادى المبني: يُبنى على ما يرفع به لو كان معربًا، عكس اسم لا النافية للجنس؛ إذ أنه يبنى على ما ينصب به لو كان معربًا.
-إذا نُعِتَ بابن متصل مضافًا إلى علم فيجوز فيه الفتح أيضًا، فالمنادى المفرد إذا كان علمًا وُوصف بابن وبعد ابن علم فيجوز في المنادى وجهان:
الضم، وهذا على الأصل مبني على الضم في محل نصب.
الفتح، فيكون مُنَادى مبنيٌ على الضم المُقَدَّر، مَنَعَ من ظهوره اشتغال المحل بحركة الإتباع في محل نصب.
أو على تركيب الصفة مع الموصوف وجعلهما شيئًا واحدًا، كـ: «خمسة عشر».
وشرط جواز الأمرين-الضم والفتح-كما قال الأشموني في «شرح الألفية»(3/24): كون الابن صفة كما هو الظاهر، فلو جعل بدلًا أو عطف بيان أو منادى أو مفعولًا بفعل مقدر تعين الضم.