قال جابر في حديثه الطويل في حجة الوداع: «ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ» إلى قول: «حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلًا».
-فيه جواز الارداف، فلا بأس بركوب اثنين على الدابة إذا كانت تطيقه.
-وفيه الحث على السكينة وعدم الإسراع عند الدفع.
-ونستفيد من هذا الحديث أعمال ليلة النحر للحاج:
*الدفع من عرفات إلى مزدلفة بعد غروب الشمس.
*تأخير صلاة المغرب حتى يصلَ إلى مزدلفة، ثم الجمع بين الصلاتين: المغرب والعشاء بمزدلفة جمع تأخير بأذان واحد وإقامتين، فهذا هو السنة، ولو صلى المغرب بعرفات هذا جائز، لكنه مخالف للسنة.
-وفيه عدم التنفل بين صلاة المغرب والعشاء. وأما الأذكار تُقرأ بعد الصلاة الثانية-صلاة العشاء-.
-يستحب الإكثار من التلبية والذكر والاستغفار عند الدفع من عرفة إلى مزدلفة، قال الله تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(199)﴾ [البقرة].
ودليل استحباب التلبية ما روى البخاري (1544)، ومسلم (1282) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ مِنَ المزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى، قَالَ: فَكِلاَهُمَا قَالَ: «لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ».
-وفيه الوقوف بمزدلفة.
-وفيه إعطاء النفس حقها من الراحة والنوم ليلة مزدلفة، فإن الحج جهاد، ولِما يحصل فيه من المشقة، وأيضًا للاستعداد ليوم النحر
-وفيه استحباب التبكير بصلاة الفجر بمزدلفة، وتصلى راتبة الفجر؛ لمحافظة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عليها سفرًا وحضرًا.
- وفيه التقدم بعد صلاة الفجر إلى المشعر الحرام، وأينما وقف بمزدلفة أجزأه، كما ثبت عَنْ جَابِرٍ أن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» رواه مسلم (1218).
-كما يفيد الحديث أن المشعر الحرام جزء من مزدلفة، وهو عبارة عن جبل، يقال له: جبل قزح، وقد بني على هذا المشعر مسجد عليه عنوان: (مسجد المشعر الحرام)، فالنزول بالمشعر الحرام سنة إذا تيسر.
وقد يطلق المشعر الحرام على مزدلفة كلها، كما قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ.
-وفيه أن الحاج بعد صلاة الفجر يبقى بمزدلفة، وأنه يستحب له أن يستقبل القبلة ويذكر الله عَزَّ وَجَل ويدعوه، ولا ينصرف مباشرة بعد صلاة الفجر، فهذا هو السنة.
-وفيه أن الدفع من مزدلفة يكون قبل طلوع الشمس، وأنه لا يتأخر بعد طلوع الشمس؛ مخالفة للمشركين.
-وفي قصة الفضل بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الحث على غض البصر.
-وفيه أن المرأة قد تُفْتَن بالرجل.
-وفيه تغيير المنكر باليد، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وضع يده الكريمة على وجه الفضل، فحوَّل الفضل وجهه إلى الجهة الأخرى ينظر.
-ونستفيد: الإسراع في وادي محسر.
-فيه الدفع من مزدلفة إلى رمي جمرة العقبة.