رمي الجمار أيام التشريق:
في أيام التشريق يكون رمي الجمار الثلاث إذا زالت الشمس، كما في حديث سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ الوُسْطَى كَذَلِكَ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ ذَاتَ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوَادِي، وَلاَ يَقِفُ عِنْدَهَا، وَيَقُولُ: «هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ» رواه البخاري (1752).
والجمرة الدنيا، هي: الجمرة الأولى، ويقال: الجمرة الصغرى، وهي التي تلي مسجد الخيف، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بدأ برميها ثم الوسطى ثم جمرة العقبة.
فإذا رمى جمرة العقبة يجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه.
أما الجمرة الأولى والوسطى، فقال الشيخ ابن عثيمين في «الشرح الممتع»(7/53): والصحيح أنه يرمي مستقبل القبلة في الأولى والوسطى، ويجعل الجمرة بين يديه. اهـ.
ويستفاد من حديث ابن عمر: أنه يجعل الجمرة الصغرى عن يساره إذا وقف للدعاء؛ لقوله: (كَانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ).
قال ابن القاسم في «حاشية الروض المربع»(4/174): ولا يكون كذلك إلا بجعلها عن يساره.
مسألة: عدد حصى رمي الجمار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ في «شرح العمدة»(218): جملة ما يرمي به الحاج سبعون حصاة: سبع منها يوم النحر بعد طلوع الشمس، وسائرها في أيام التشريق بعد زوال الشمس، كل يوم إحدى وعشرين حصاة لثلاث جمرات. اهـ.
فإن تعجَّل يرمي تسعًا وأربعين.